[ad_1]
الجريدة هذا الصباح..
هذا مايؤكد تراجع الاتحاد الأفريقي عن دعمه لحكومة كامل ادريس!!
أطياف
صباح محمد الحسن
تراجع!!
طيف أول:
للعصافير التي ظنّت أن التحليق يمنحها الأمان، ونسيت أن السماء يغطيها الدخان، فحلّقت رغم الاختناق!!
والحروف أحيانًا تقالد بعضها عندما تدعوها المواقف للتلاقي، والأحداث السياسية هي مجموعة خيوط تنسج بعضها لتشكّل قراءة للمشهد، وأحيانًا تقف لعملية “رتق” الأزمات (عقدة خيط)، ويبقى التعامل معها يحتاج إلى حرفية عالية حتى لا تتحول عملية “الرتق” إلى “فتق”!!
وبعنوان (شرعية بلا منصب) في يونيو الماضي، تناولنا في هذه الزاوية تداعيات اللقاء الذي جمع رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، بوفد تحالف القوى المدنية الديمقراطية “صمود”، بقيادة الدكتور عبد الله حمدوك.
وتحدثنا حينها أن الزيارة سيكون لها أثرٌ مستقبلي في دعم مشروع التحالف الرامي إلى وقف الحرب، كما أنها تُعد نقطة تغيير لمفاهيم تعيد الاتحاد الأفريقي إلى الطريق الصواب، وتُفشل المساعي الرامية إلى تبديل قناعاته، الناتجة عن ضغوط بعض النافذين الإسلاميين الذين استغلوا علاقاتهم داخل الاتحاد، إلى جانب الدور الفاعل لمصر، التي أرادت أن ينحاز الاتحاد لحليفها البرهان وحكومته الانقلابية!!
وقد أشرنا إلى أن هذه الزيارة ستقوّض حلم الحكومة الانقلابية في نيل شرعية أفريقية بالإجماع، وتهدم ما تم تشييده مؤخرًا. ولأن حكومة بورتسودان أدركت أن “صمود” ستجهض خطتها، دفعت وزارة الخارجية السودانية حينها ببيان هدّدت فيه الدول الأفريقية بقطع العلاقات معها إن هي تعاملت أو استقبلت تحالف “صمود”.
ومع مرور الوقت، بدا واضحًا أن كفة الاتحاد الأفريقي قد مالت لصالح حكومة بورتسودان، إذ أعلن الاتحاد رسميًا اعترافه بحكومة كامل إدريس، مؤكدًا دعمه لمجلس السيادة الانقلابي والحكومة المدنية الانتقالية بوصفهما السلطتين الشرعيتين في السودان.
إلا أن القوى السياسية لم تلزم الصمت، بل دعت الاتحاد إلى مراجعة موقف مفوضه محمود علي يوسف، الذي رحّب بتعيين رئيس وزراء بقرار منفرد من قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان.
لكن ما يؤكد تراجع الاتحاد الأفريقي عن دعمه لحكومة إدريس هو دعوته الأخيرة لتحالف “صمود” والكتلة الديمقراطية، أي إنه عاد بعد أن ضل الطريق ليبحث عن الفاعلين الحقيقيين في الملعب الصحيح، الذي من أرضه يمكن أن يسدد المجتمع الدولي هدفه لصالح وقف الحرب.
وفي الناحية ذاتها، يُعد ذلك مؤشرًا واضحًا على فشل جهود “اللوبي” الافريقي الذي سعى لتغيير مسار الاتحاد، بل يمكن القول إن الاتحاد قد ألقى بتلك الاقتراحات الضعيفة في سلة المهملات فلو كان يرى في حكومة إدريس شرعية تحت مظلة الجنرال الانقلابي، فما حاجته إلى القوى المدنية الداعمة للثورة؟!
وهذا التراجع الإيجابي في الموقف يعني أن جهود القوى المدنية بدأت تؤتي ثمارها، بالاضافة للضغوط الدولية التي أعادته إلى المسار الصحيح، طالما أن تحركاته الأخيرة تجري تحت مظلة الرعاية الأمريكية التي تتبنى الحل السياسي، الداعم لخطة وقف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي.
وبالأمس، كشف الدكتور بكري الجاك، الناطق الرسمي باسم “صمود”، أن التحالف اجتمع مع الاتحاد الأفريقي، ونقل إليه ملاحظاته بشأن تصريحات بعض التنفيذيين التي أضعفت قدرة الاتحاد على التدخل الإيجابي لإنهاء الحرب. كما قدم التحالف تصورًا شاملًا للحل السياسي، يتضمن ثلاث مسارات متكاملة: وقف إطلاق النار والعدائيات، العمل الإنساني وحماية المدنيين، ومسار سياسي لترتيبات ما بعد الحرب، يشمل رؤية للتعافي الوطني والاجتماعي.
وأكدت “صمود” أن موقفها من جهود الاتحاد الأفريقي مرهون بمدى جديته وحرصه على معالجة هذه القضايا، ونجاحه في إجراء مشاورات واسعة تسهم في وقف الحرب، لا مجرد عقد اجتماعات احتفالية لا تفضي إلى سلام.
وأضاف الجاك: “نحن على تواصل مستمر مع الدول الأعضاء وهيئات الاتحاد، من المفوضية إلى مجلس السلم والأمن، من أجل الوصول إلى دور فاعل وإيجابي للاتحاد الأفريقي”.
وما كشفه الناطق الرسمي يعكس موقفًا واضحًا وصريحًا لتحالف “صمود”، الذي وضع شروطًا للتعامل مع الاتحاد، الذي يكيل بمكيالين. وطالبه بالجدية في التزامه بالمسار الداعم لوقف الحرب وإحلال السلام، وأبلغه صراحة بعدم رضاه عن تصريحات قياداته، التي دعمت خطًا يطيل أمد الحرب ويتعارض مع تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والاستقرار.
طيف أخير:
#لا_للحرب
غرّد رمطان لعمامرة أمس قائلًا: “نعود لمناقشة جهود السلام مع الأطراف السودانية، بما في ذلك تحالف «تأسيس» المنشأ حديثًا. ووفقًا لبيان مجلس الأمن الأخير، أدعو الجميع إلى الانخراط في حوار بنّاء يفضي إلى حلٍّ مستدام.”
وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه بالأمس، أن تحركات الاتحاد الأفريقي تعني تهيئة مسرح سياسي قادم لحل الأزمة السودانية.
#شبكة_رصد_السودان
[ad_2]
Source


