[ad_1]
الجريدة هذا الصباح..
بما أن الاتحاد الإفريقي لا يتحرك إلا داخل دائرة الحل الدولي الذي ترعاه أمريكا، فإن ما يقوم به يرجّح أنها تهيّئ مسرحًا سياسيًا قد تكون الخطة فيه لا تعتمد كثيرًا على نتائج تعهدات البرهان.
أطياف
صباح محمد الحسن
إعادة طرح
طيف أول:
أحيانا ً لا يحتوي الكلام تعريفًا يليق برغبة الحديث !!
و في عام 2023، طرح الاتحاد الإفريقي مبادرة أعلن فيها عن خطة تدمج بين رؤية منبر جدة ومقترحات “الإيقاد”، والتي تنص على إجراءات تؤدي إلى وقف الحرب وإطلاق عملية سياسية تفضي إلى انتقال السلطة من العسكر إلى المدنيين.
وقد استندت الخطة إلى ست نقاط، من بينها ثلاث تنص على وقف إطلاق النار الدائم، وتحويل الخرطوم إلى عاصمة منزوعة السلاح، وإخراج قوات طرفي القتال إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومترًا عن الخرطوم، ونشر قوات إفريقية لحراسة المؤسسات الاستراتيجية في العاصمة.
جاء ذلك عقب إعلان الولايات المتحدة والسعودية ومجموعة “إيقاد” في بيان مشترك عبروا فيه عن أسفهم على عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأعلنت حينها قوى مدنية، عقب اجتماعات متتالية عقدتها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ترحيبها بمبادرة الاتحاد الإفريقي.
وبالأمس، عاد الاتحاد الإفريقي وكشف أنه يخطط لاجتماع بشأن السودان يناقش إنهاء الحرب في أكتوبر القادم، وقال إنه أجرى مشاورات مع أطراف سودانية لعقد لقاء في أديس أبابا، وأن الاجتماع سيشمل القوى السياسية السودانية، أبرزها تحالف “صمود” والكتلة الديمقراطية، كما يخطط الاتحاد الإفريقي لعقد لقاء مع الأطراف العسكرية في وقت يُحدد لاحقًا.
ومنذ بداية الحرب، تحدثنا أن أديس أبابا كانت أولى المسارح التي هبطت عليها المبادرات السياسية لوقف الحرب، حيث انعقد المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) سابقًا في العاصمة الإثيوبية، بمشاركة أكثر من 600 عضو من 18 ولاية و24 دولة من المهجر. وقبل ذلك، ومنذ أن فتح منبر جدة قاعة التفاوض، أعلن أنه يناقش فقط وقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية، بينما كانت أديس أبابا مقرًا لمناقشة الورقة السياسية، إذ كانت أولى اجتماعات القوى المدنية هناك.
وهنا يبرز السؤال: هل تحركات الاتحاد الإفريقي تأتي صدفة، في الوقت الذي فتحت فيه الولايات المتحدة الأمريكية خطًا للتواصل مع القيادة العسكرية في السودان؟ فاجتماع بولس والبرهان ما زالت نتائجه ضبابية، يكتنفها الغموض، ويتحفظ فيه كل طرف ليس على ما دار في الاجتماع، بل على التعليق بعده، لا سيما أن أمريكا ترى أن البرهان غير جدير بالثقة، ويبدو أنها ظلت تراقب بصمت عملية “الإحلال للكوز والإبدال بكوز آخر”.
وبما أن الاتحاد الإفريقي لا يتحرك إلا داخل دائرة الحل الدولي الذي ترعاه أمريكا، فإن ما يقوم به، يرجّح أنها تهيّئ مسرحًا سياسيًا قد تكون الخطة فيه لا تعتمد كثيرًا على نتائج تعهدات البرهان. ويُرجَّح أيضًا أن أمريكا لا تنتظر منه سوى تهيئة المسرح العسكري وترتيب صفوفه لقادم لا يتأثر بقراراته، سواء اتجهت إلى الأمام أو إلى الوراء.
وبذلك، فإن التحركات السياسية التي تريد جمع تحالف “صمود” والكتلة الديمقراطية، الجناح الرافض للحرب، هي إعادة طرح للمبادرة الأولى للاتحاد. ولكن، وطالما أن المبادرة تعود من جديد إلى خشبة المشهد، فهل سيحتفظ الاتحاد برغبته في تنفيذ “النقاط الست” التي وضعها سابقًا!!
ولو كان البرهان منفذًا لخطة الترتيب، فهل ثمة علاقة بين قراراته التي أصدرها الشهر الماضي لإخضاع جميع القوات المساندة والميليشيات غير النظامية لسلطة الجيش وقانون المؤسسة العسكرية، وقرار نقل المقار الحكومية إلى خارج العاصمة وإفراغها تمامًا من القوات والمؤسسات، وبين البنود التي طرحها الاتحاد سابقًا (إخراج قوات طرفي القتال إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومترًا عن الخرطوم، ونشر قوات إفريقية لحراسة المؤسسات الاستراتيجية في العاصمة).
أم أن الحل سيأتي سياسيًا خالصًا، تضمن فيه أمريكا نجاح عملية التفاوض بعد أن وضعت يدها على الضمانات مع الجنرال!!
لكن الاستفهام الأول يجرّ معه آخر: في ظل التحركات الخارجية والداخلية، أين سيقف البرهان من الحل القادم
هل سيلتزم بتعاونه مع المجتمع الدولي، أم سيختار أن تهبط الحلول على عرشه بلا رغبة منه!!
طيف أخير:
#لا_للحرب
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان للشرق: حجم معاناة الشعب السوداني معضلة، ونحتاج إلى إجراءات حاسمة لمنع المزيد من الفظائع.
#شبكة_رصد_السودان
[ad_2]
Source


