[ad_1]

في ذكرى استشهاد الأستاذ صلاح الطيب: نداء لضمير الوطن
في 18 أبريل 2024، أُزهقت روح الأستاذ صلاح الطيب موسى تحت التعذيب، بعد 19 يوماً من الاعتقال القسري على يد الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني. لم يُقدّم لمحكمة، لم يُواجه تهمة، لم يُمنح حقه القانوني في الدفاع عن نفسه. فقط لأن صوته كان حراً، وقلبه كان مع الناس.
صلاح لم يكن مجرد ناشط أو محامٍ، بل كان ضميراً حياً لقرى الجزيرة، مدافعاً شرساً عن الحق العام، وعن أراضي البسطاء، ووجهاً مدنياً مسالماً ومشرفاً للمدنيين في ممارسته للعمل العام او السياسي. حياته كانت امتداداً للقانون، وموته كان جريمة مكتملة الأركان – قتل خارج إطار القضاء، وتحت سياط التعذيب، بما يخالف الدستور السوداني وكل مواثيق حقوق الإنسان التي صادقت عليها الدولة.
وإذ تمرّ الذكرى الأولى لاستشهاده، فإننا نرفع الصوت مجدداً ونناشد كل من تبقى له قدر من المسؤولية الأخلاقية:
إلى زملاءه في مهنة المحاماة:
أنتم أكثر من يعرف جسامة الجريمة حين يكون القانون نفسه هو أول ضحية. صلاح كان واحداً منكم، وحين يُقتل المحامي في معتقل رسمي، فذلك اعتداء مباشر على سلطة القانون وعلى هيبة المهنة. لا تتركوا قضيته تمر، و أن توضع قضيته من أولوياتكم.
إلى زملاء في القوي السياسية:
هذا الرفيق الذي مضى، مضى وهو يحرس خط الجماهير، ويدفع من جسده ثمن انحيازه لقضايا الناس. الدفاع عن قضيته اليوم هو دفاع عن مشروع التحول الديمقراطي ملتزماً بالخط الأخلاقي والسياسي.
إلى النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان:
صلاح هو واحد منكم، صوته كان صوت الحقوق، وموته كان رسالة واضحة بأن آلة القمع لا تفرّق بين ناشط ومحامٍ. واجبنا أن نُبقي قضيته حية في المحافل، في الإعلام، وفي ساحات العدالة.
إلى الفضاء المدني والمنظمات الحقوقية:
قضية صلاح ليست قضية معزولة، بل هي جزء من نمط متصاعد من الانتهاكات. نطالب بتحقيق مستقل، عاجل، وشفاف، ونرفض الإفلات من العقاب.
إلى كل من يهمه أمر هذا الوطن:
العدالة ليست ترفاً ولا شعاراً. إنها الضمانة الوحيدة ألا يتكرر ما حدث. وإن لم ننتصر لصلاح، فنحن نخذل أنفسنا قبل أن نخذله.
في ذكرى رحيله، لا نبكي صلاح الطيب كفردٍ فقط، بل نرثي مساحة من الأمل والقانون والرحمة التي اغتالها الجلاد. لكنه باقٍ، في كل موقف مقاومة، في كل صوت يطالب بالعدالة، في كل ورقة قانون تُرفع ضد الظلم. مات صلاح لأنّه صدّق أن القانون يمكن أن يكون حصن الضعفاء – ونحن، إذ نُحيي ذكراه، نُجدد العهد على أن لا تُطمس الحقيقة، ولا يُغتال الصوت، ولا يُمنح الجاني فرصة جديدة للإفلات.
أسرة و أصدقاء الشهيد صلاح الطيب
٢٤ ابريل ٢٠٢٥م
[ad_2]
Source by حزب المؤتمر السوداني


