[ad_1]

كلمة_الهدف
الجبهة المدنية لوقف الحرب… الآن !
استاثر خروج الفريق عبد الفتاح البرهان من القيادة العامة، المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع، الذي ظل متحصنا بها منذ بدء الحرب، قبل أكثر من أربعة شهور، وظهوره في عدة مواقع منها قاعدة وادي سيدنا العسكرية في شمالي أمدرمان، نهاية الأسبوع الماضي، بالكثير من الاهتمام، لما ينطوي عليه من دلالات، ذات مغزى لقضيتي الحرب والسلام، وحظي، كذلك، بالعديد من التعليقات، التي تمحورت -أساسا- حول الكيفية، أو السيناريو الذي تم في إطاره الحدث، وعما إذا كان يمثل جزء من ترتيبات ما، غير أن الكثير من التحليلات والتعليقات المتفائلة، نحت باتجاه ربط الحدث بنهاية وشيكة للحرب، وسط توقعات بأن تنتهي رحلة البرهان بمدينة جدة، للتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار، كمحصلة للمفاوضات الجارية هناك، منذ عدة شهور، برعاية أمريكية وسعودية.
غير أن التحليل الموضوعي، للحدث، والمستند على الحقائق على الأرض، لا يمكنه أن يغفل محصلة العمليات العسكرية، خصوصا في أمدرمان، حيث تمكنت القوات المسلحة من بسط انتشارها على مناطق واسعة من المدينة وفق إستراتيجية الدفاع الإيجابي المتبعة، وصمودها في مواجهة الهجوم المتكرر لقوات الدعم السريع على مواقعها في الشجرة بالخرطوم والمهندسين ووادي سيدنا، في أمدرمان، من ناحية، والتراجع في انتشار قوات الدعم السريع، وما تكبده الطرفان من خسائر، بشرية ومادية، خصوصا، خلال معارك الشجرة، أمدرمان، والتي شهدت تطورا وتوسعا في استخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة التي ألحقت دمارا وأضرارا بالغة في المنازل والممتلكات والبنى التحتية واستشهاد العشرات وسط المدنيين، بعض الحالات منها شملت أسرا بأكملها، أو عدد من أفراد الأسر.
 من ناحية أخرى، وأيا كانت زاويا النظر، فإنها تلتقي عند مؤشر النهاية الوشيكة للحرب، وهو ما يُستخلص من تصريحات البرهان نفسه.
ان وقف الحرب بات يمثل مطلبا ملحا ومتقدما للملايين من المواطنين في العاصمة وفي مناطق اللجوء والنزوح، وفي الولايات التي تأثرت بالحرب، بشكل مباشر أوغير مباشر، في دارفور وكردفان، مما يجعل التقاصر عن بلوغ هذا الهدف تقصيرا في تحمل المسؤولية  الوطنية، وخيانة أماني الشعب وتطلعاته المشروعة.
إن بطء عملية التفاوض الجاري في جدة، والذي يبدو مقصودا من بعض الأطراف، وربما تعثرها،  والذي يدفع كلفته اليومية الملايين من المواطنين، الذين يكتوون بنار الحرب، ولهيب ويلاتها، وجمر معاناتها، لا يعود إلى عدم رغبة وجدية طرفي الحرب في إنهاء العدائيات ووقف الحرب، حسب، وإنما يعود، أيضا، إلى القوى المدنية والسياسية والاجتماعية والمهنية، التي لم تكتف، حتى الآن، في عدم تمكنها من بناء جبهتها المناهضة للحرب ولوقفها، حسب، وإنما في إعطاء أقسام منها الأولوية على النشاط الخارجي بدلا من العمل الدؤوب وسط الجماهير، وترقية وتطوير موقفها ومبادراتها التي استطاعت تحويل معاناتها، وتمسكها بالحلول السلمية، إلى طاقة خلاقة مكنتها من عزل قوى الحرب وحالت دون تمددها واتخاذها بعدا أهليا أو جغرافيا، والارتقاء بذلك لمحاصرة قوى الحرب والضغط على أطرافها  لوقفها، ومن دون شروط، وتحقيق السلام والاستقرار، وبديلا للاعتماد الكلي على دور القوى الخارجية، إقليمية ودولية، التي تحكم حركتها مواقفها ومصالحها الإستراتيجية وأولوياتها.
آن الأوان لأن تستعيد القوى السياسية والمدنية والمهنية، الثقة في قدراتها وفي قدرات جماهيرها، وتنهض بمسؤولية، بواجباتها تجاه الوطن الذي تهدده الحرب، ومحاولات إطالة أمدها بالإضعاف والتقسيم وتهيئة الأجواء لفرض الوصايا عليه بالحلول التي لا تعبر عن تطلعات شعبه وإرادة قواة الحية.
المجد للشهداء والحرية للمعتقلين، والمحتجزين، وعاجل الشفاء للجرحى.
كلمة الهدف
حزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل”
2023/8/25م
[ad_2]
Source by حزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل


 
			 
			 
                                
                             
