[ad_1]

وقف الحرب الآن ودون شروط.. أولوية التعبير عن الوطنية والديمقراطية
بقلم: م. عادل خلف الله
أسهم إعلام القوات المسلحة بصمته، أو عدم توضيحه لحيثيات ظهور البرهان، في مواقع عسكرية هامة في مدن العاصمة الثلاث، بعد معارك ضارية وتضارب في البيانات، ومغادرته من قاعدة وادي سيدنا إلى عطبرة، ثم إلى بورتسودان، أسهم في فتح باب واسع للتكهنات، بما فيها، ما أطلق عليها الإعلام جولة خارجية تُختم بالتوقيع على اتفاق لوقف الحرب في جدة، وقد ركزت التكهنات وأغلب التقارير الإعلامية، على لحظة خروج البرهان وظهوره بموجب ترتيبات متفق عليها ب”صفقة”، استفاض البعض، عبر تقارير أو تحليلات، في تفاصيل تلك الصفقة، والتي لم يصدر من الدعم السريع، كمكون لسرديتها، حتى الآن، أي تعليق، وما يلفت الانتباه، مع كثافة الترويج لها، تجنب مطلقي ذلك التقدير، أي موقف سلبي أو ضدي منها، وكأنها حملة مصممة لقياس الرأي أو توجيهه وتهيئته للقبول بها، وكأنها هدية من السماء أو المخرج الوحيد..
يستوقف التأمل الموضوعي في تلك التكهنات، ما قاله البرهان في خطابه بذكرى تأسيس الجيش “18” أغسطس الجاري، والذي أكد فيه أن “النصر على التمرد قريب، وقريب جداً”، والذي لا يؤخذ بمعزل عما ذكره في ظهوره السابق للخطاب والذي ذكر فيه التوجه لاستخدام “القوة المميتة” والدعوة لفتح معسكرات التجنيد لدعم القوات المسلحة، التي ترافقت مع دعوات مماثلة من رموز النظام المُباد وواجهاته السياسية والإعلامية، والتي تزامنت أيضاً مع إعادة “هيئة العمليات” وضباطها إلى الخدمة مع اعتذار بلسان الفريق ياسر العطا..
أما على صعيد قوات الدعم السريع تستوقف التكهنات الحصرية، تصريح سابق للدعم السريع بعد توقف مفاوضات جدة الأخيرة، والتى عزته إلى “اشتراط الجيش فك الحصار على قيادته، والتزود بالوقود، والتزام الدعم السريع بمغادرة الأحياء السكنية”، حسب تصريحات صحفية لمستشاري الدعم السريع، ومبعث التوقف عند هذا التصريح الإجابة على السؤال (لماذا لم يوافق الدعم السريع على فك الحصار على قيادة الجيش في جدة ووافق عليه الآن حسب رواة “الصفقة”؟!)..
فيما كان آخر تصريح لأحد المستشارين عبر قناة الحدث من لندن، قبيل ساعات من ظهور البرهان، بأن “الحرب لن تتوقف إلا بإلقاء القبض على البرهان”..
قرن تصريحات الطرفين تلك، بمجريات العمليات العسكرية على الأرض التي رافقتها، والتي تؤكد أن ثمة تغيير قد حدث على خارطة السيطرة والانتشار في بعض المناطق في العاصمة، حسب العديد من المراقبين، وعدم تمكن قوات الدعم السريع، رغم تعدد هجماتها وما تكبده الطرفان من خسائر، من إحداث تقدم أو سيطرة على أيٍّ من الأهداف الأربعة التي ركزت عليها عملياتها العسكرية، القيادة العامة، سلاح المدرعات، قاعدة وادي سيدنا، وسلاح المهندسين، وجنوحها لتنشيط جبهات القتال في العديد من المدن في دارفور وغرب كردفان..
وإلى حين تأكيد الجيش على ما رددته التقارير الإعلامية حول “الجولة الخارجية”، وإزاحة النقاب عن تفاصيل الخروج من القيادة العامة وصولاً لقاعدة وادي سيدنا شمالي أم درمان، فالمرجح، من وجهة نظر أخرى، أن ظهور البرهان وتحركه خارج القيادة العامة، ضمن تلك التطورات، هدف أولاً إلى رفع الروح المعنوية وسط القوات المسلحة وقدراتها، لا سيما أن مقراتها ظلت تتعرض إلى كثافة نيران قوات الدعم السريع، بما في ذلك المدفعية والمسيرات والتي نجمت عنها خسائر في صفوفها..
كما هدف كما يبدو، بظهوره دون سلاح، كما درج سابقاً، أو وهو يقود بنفسه عربة تاتشر أُختير أن تكون “بيضاء” اللون، وتناوله للقهوة في مكان عام، الإشارة ثانياً إلى أن ثمة ميزان قوى جديد قد تشكل، الحركة الممكنة والتواصل مع الوحدات العسكرية، داخل العاصمة وخارجها، جزء من معطياته الجديدة، مع الأخذ في الاعتبار نتائج ذلك السلبية، وسط قوات الدعم السريع، التي افتقدت قواتها للتواصل القيادي معها منذ وقت ليس بالقصير..
وثالث أهداف الظهور، فيما يبدو، الرد على الرأي العام، القائل بسيطرة “الإسلاميين” على قيادة الجيش، وفي اتخاذ قراراتها، والتحكم في سير العمليات، والذي أسهم إعلام الفلول، وانكشاف مشاركة عناصر “الإسلاميين” في عدد من المعارك، وتواجدها داخل الثكنات العسكرية، كما إعلام الدعم السريع الذي رسم خطه الإعلامي على أن “الحرب ضد الفلول واختطافهم قيادة الجيش”، في  تكريسها بالدق المستمر عليها، من قبلهما معاً..
يستشف الهدف الثالث في ثنايا الكلمة الوحيدة، التي تم التركيز عليها ضمن جولة البرهان، على العديد من المواقع العسكرية، والتي قال فيها إن “الجيش يقاتل من أجل السودان، ولا يقاتل من أجل فئة أو مجموعة، أو أشخاص”، مع الأخذ في الاعتبار ما أكدته التجربة، حول تقلبات مواقف البرهان وعدم ثباتها، وافتقاد تصريحاته للبيان بالعمل،
[ad_2]
Source by حزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل


 
			 
			 
                                
                             
