[ad_1]

#عقلية_الصفقة
لطالما كان دونالد ترامب، بصفته رجل أعمال ينظر إلى السياسة الخارجية من منظور مختلف عن الساسة التقليديين، فنهجه يعكس عقلية “الصفقة”، حيث يرى أن كل علاقة دولية هي عبارة عن عملية تفاوض يجب أن تحقق مكاسب مباشرة للولايات المتحدة.
هذه العقلية، التي قد تكون فعّالة في عالم الأعمال فغالباً ما تصطدم بالواقع المعقد للسياسة الدولية.
في عالم السياسة، لا تُقاس القوة بالربح المادي فقط، بل أيضاً بالتحالفات، والثقة والقيم المشتركة.
نهج ترامب الذي يميل إلى استخدام لغة “الحرب” أو “المواجهة” بدلاً من “الدفاع” أو “الدبلوماسية” قد يكون تعبيراً عن رغبته في إظهار القوة والصرامة وهي سمات غالباً ما يُعتقد أنها ضرورية في عالم الأعمال.
لكن هذا النهج، في السياق السياسي، قد يُنظر إليه على أنه تبسيط مفرط للقضايا المعقدة.
فمسمى “وزارة الدفاع” يعكس طبيعة المؤسسة التي تسعى إلى حماية البلاد وردع أي تهديدات وهذا يشمل كل شيء من الدبلوماسية العسكرية إلى المساعدات الإنسانية.
أما مصطلح “وزارة الحرب” فهو يختزل دور المؤسسة في فعل واحد وهو القتال.
هذا التبسيط قد يكون له عواقب خطيرة، لأنه قد يغذي التصور بأن القوة العسكرية هي الحل الوحيد، مما يقلل من شأن الدبلوماسية والتحالفات التي تعتبر ركائز أساسية للأمن العالمي.
إن التحدي الأكبر لنهج ترامب هو أن السياسة ليست مجرد صفقة تجارية يمكن إبرامها وإلغاؤها بل هي شبكة معقدة من العلاقات والمصالح التي لا يمكن تقييمها بمجرد الربح والخسارة.
فبناء الثقة مع الحلفاء والحفاظ على الاستقرار وتعزيز القيم المشتركة، كل ذلك يتطلب صبراً ورؤية طويلة الأمد وهي أمور قد لا تتوافق مع نهج رجل الأعمال الذي اعتاد على اتخاذ قرارات سريعة لتحقيق مكاسب فورية.
قد يكون نهج ترامب في السياسة الخارجية دليلاً على أن عالم الأعمال والسياسة لهما قواعد مختلفة تماماً فبينما يمكن لرجل الأعمال أن يغير قواعد اللعبة لصالحه، فإن رجل الدولة يعمل ضمن إطار من التقاليد والقيم التي لا يمكن تجاوزها لأن إن فعل فذلك يدمر الدولة على المدى المتوسط والبعيد.
المستشار/ محمد السر مساعد
[ad_2]
Source


