[ad_1]
حميدتي،
في بداياته كان مجرد يد باطشة بمجتمعاته، أداة للانتهاكات بالهامش بأوامر مباشرة من قيادات المؤسسة العسكرية. ثم تمرد عليها لبعض الوقت، قبل أن يُعاد تطويعه وتوظيفه في حروب ضد ميليشيات الحركات المسلحة.
وحين ارتفعت أصوات العقلاء، محذرين من خطورة تمكين مجرم ينبغي أن يُحاسب لا أن يُكرم، جاء الرد الجاهز: “ده ما وقته، حميدتي الآن في الصفوف الأمامية في دارفور… بعد دارفور، حاسبوه.”
لكن بعد حرب دارفور، لم يتجرأ أحد على محاسبته. وكيف يحاسبون من صنعوا منه بطلاً، وأخرجوا له عشرات الحلقات التلميعـية من قلب المؤسسة العسكرية نفسها؟
صدعنا الجيش آنذاك ببطولات حميدتي في “قوز دنقو”، ورفعوه إلى مقام الفارس الأسطوري. ومن هناك بدأ التمدد، حتى صار له إعلام خاص يمجده ليل نهار، يختلق بطولات زائفة لقواته، ويفتح أبواب التجنيد في كل ولايات السودان. تحول حميدتي من اليد الباطشة بالهامش، إلى “زعيم الهامش”! ثم بطش هو وقواته بالمعتصمين أمام القيادة العامة، فلم يجرؤ أحد على محاسبته. بل تمت مكافأته: أصبح الرجل الثاني في الدولة، ثم “رجل السلام”، ثم رئيس اللجان!
أما من انتقده مجدداً، فالتهم كانت جاهزة والردود محفوظة: أنت لا تستهدف حميدتي بل تستهدف مكوناته من عرب دارفور… أنت كوز مدسوس… أنت شيوعي ملعون… أنت من الحركات المسلحة… أو من المحاميد. سلسلة متناقضة من الاتهامات كانت تُرمى فقط لتشتيت الناس وتخديرهم عن الخطر الحقيقي: حميدتي نفسه.
بهذا الأسلوب احتمى هو ومن معه من مجرمين بالعاطفة القبلية والجهوية، وبالمؤسسة العسكرية التي وفرت له الغطاء. وهكذا تدرج الخطر حتى بلغنا ما نحن فيه اليوم.
قيادة المؤسسة العسكرية ترفض التعلم من التاريخ، وتصر على تفريخ الميليشيات وتقويتها بتبريرات مخجلة! أما نحن، فنتعلم من التاريخ، ولن نسمح بتكراره.
العصابة الإجرامية المتخفية بنقاب “درع السودان”، بقيادة المجرم كيكل، سنكشفها للرأي العام في الحلقة القادمة. بعدها سيكون الخيار لمكوناتهم: إما أن يختاروا دعم المجرمين، فيرثوا نفس نظرة الشعب السوداني التي يواجهها اليوم مكون حميدتي؛ أو أن يسلموا هؤلاء المجرمين للعدالة، ويدفعوا بأبناء شرفاء يمثلونهم بصدق، ويعكسون أخلاقهم وقيمهم وشرفهم في الدفاع عن قضاياهم.
[ad_2]
Source


