[ad_1]
في ظل تدهور المنظومة الصحية … الأوبئة والأمراض تفتك بولاية الخرطوم
تقرير – شذى الشيخ
الميدان4361،، الخميس 4 سبتمبر 2025م.
• طوارئ الخرطوم – هنالك كارثة صحية تلوح فى الأفق نتيجة لتكدس المرافق الصحية بمصابى الملاريا وحمى الضنك.
• المتحدث الرسمى بإسم لجان مقاومة جنوب الحزام: فى ظل تفشي أمراض الملاريا والحصبة وسط ظروف الحرب وإنهيار النظام الصحي تبذل لجان المقاومة ما بوسعها من أجل إنقاذ الأرواح.
• مواطنون يشتكون من توقف أغلبية المراكز الصحية بسبب التدمير الممنهح للمؤسسات الصحية.
وجهت اللجنة التمهيدية للأطباء، والعديد من الجهات والمنظمات نداءات متكررة حول الإنهيار الصحي،والمعاناة الهائلة والأمراض التي تفتك بالناس، من جراء الحرب .. ولكن حتى الآن الإستجابة ضعيفة أو منعدمة والنتيجة تفشى الأوبئة المميتة وسط الآلاف من الناس المنهكين أصلاً من الجوع وسوء التغذية .. وأرقام الوفيات صادمة .. وسط ندرة العلاج والدواء وتدمير المرافق الصحية. وبسبب الحرب ظهرت أوبئة وأمراض ونواقل مرض في مناطق جديدة، فاتسع نطاقها،وأمراض تم القضاء عليها سابقاً عادت من جديد .. مثل الكوليرا وحمى الضنك وغيرها .. وهذه التداعيات الخطيرة .. قد تستغرق سنوات بعد إنتهاء الحرب لمعالجتها والحد منها .. والي ذلك الحين يبقي الناس محاصرين بين فكي كماشة، إما الموت بالرصاص أو الموت بالمرض .. ولا خيار آخر.
تردى الوضع البيئي :
وشهدت ولاية الخرطوم خلال الشهر المنصرم هطول أمطار بمعدلات عالية أسهمت في تردي الوضع البيئي بسبب غياب المصارف وضعف الإستجابة الحكومية لتصريف المياه الراكدة، مما أدى إلى تفشي لملاريا وحمى الضنك في أجزاء واسعة من الخرطوم، رغم إعلان السلطات الولائية إطلاق حملة رش لمكافحة البعوض ونواقل الأمراض.
كارثة :
من جهتها قالت غرفة طوارئ محلية الخرطوم في بيان “هناك كارثة صحية تلوح فى الأفق نتيجة لتكدس المرافق الصحية بمصابي الملاريا وحمى الضنك والكوليرا، وناشدت المنظمات والجهات الحكومية التدخل العاجل لإنقاذ الوضع وطالبت جميع المواطنين بإتخاذ الإجراءات الوقائية، مثل وضع الزيت الراجع في المياه الراكدة لتقليل تكاثر البعوض والذباب.
شكاوى :
تخوف مواطنون بولاية الخرطوم من خطورة الوضع بسبب تردئ الوضع البيئي والذى ساهم فى إنتشار وتفشي الأمراض بصورة وصفوها بالمخيفة، وقالوا لـ (الميدان) بسبب الحرب ظهرت أوبئة وأمراض ونواقل امراض فى مواقع مختلفة وشكوا فى الوقت ذاته من توقف أغلبية المراكز الصحية بسبب التدمير الممنهح للمؤسسات الصحية مما يضطر المرضى إلى الذهاب إلي مستشفيات بأم درمان.
توسع أمراض :
وفى ذات السياق قالت المواطنة إشتياق حسين، بالرغم من تعزيزات وزارة الصحة وحكومة الولاية لمجابهة الأمراض بالولاية والتى قامت بدورها بنشر مئات العمال فى الأحياء السكنية لنقل النفايات، ولكن لا تزال الأمراض فى توسع وكذلك الحميات والملاريا، وقالت بأن البعوض كثيف بسبب عدم وجود رش منتظم.
وأضافت بأن هنالك قلة مستشفيات لإستقبال المصابين بالحميات، ونوهت إلى أن إستهداف المرافق العامة أدى إلى تفاقم الوضع الصحى، ولفتت إلى تراكم الأوساخ والذى أدى إلى توالد النواقل.
غياب الدولة :
وقال المتحدث الرسمي بإسم لجان مقاومة جنوب الحزام فضيل عمر لقد وُجدت لجان المقاومة في الأصل كتعبير شعبي عن إرادة المجتمع، كصوت يطالب بالعدالة ويعمل على تنظيم الجهود الشعبية من أجل بناء وطن يستجيب لتطلعات مواطنيه. لكن منذ سقوط نظام البشير، وجدت هذه اللجان نفسها أمام فراغ هائل، حيث غابت الدولة عن القيام بأبسط أدوارها في الصحة والتعليم والأمن والغذاء، فإضطرت اللجان، بحسها الإنساني وواجبها تجاه المجتمع، إلى حمل هذا العبء الثقيل على كاهلها.
وأضاف لم تكن أدوار لجان المقاومة الخدمية جزءًا من مهامها الأساسية، لكنها كانت إستجابة طبيعية أمام الطوارئ التى ضربت البلاد، فإبتكرت المبادرات ووسعت نطاق تدخلاتها، لتسد فراغًا مؤلمًا في حياة الناس. مبادراتها لا تُحصى، وكلها إنطلقت من الحاجة الإنسانية الملحة: من توفير الغذاء والدواء، إلى تنظيم حملات التوعية، وصولًا إلى مواجهة الكوارث الصحية.
وتابع فى حديثه لـ (الميدان) اليوم، مع تفشي أمراض مثل الملاريا والحصبة وسط ظروف الحرب والنزوح وإنهيار النظام الصحي، تعمل لجان المقاومة على نشر الوعي الصحي بين المواطنين، وتبذل ما بوسعها من أجل إنقاذ الأرواح. وهي، رغم محدودية إمكانياتها، تناشد المؤسسات الحكومية والمستقلة، وجميع المنظمات الدولية المعنية، بأن تتدخل بشكل عاجل وسريع، وأن تتحمل مسؤولياتها في حماية حياة المدنيين وتقديم الخدمات الصحية الأساسية.
تدرك لجان المقاومة أن ثمن هذا الدور الشعبي ليس سهلاً، فهي تواجه في كثير من المناطق خطر الإغتيال والإختفاء القسري، لا سيما في المناطق التي دمرتها الحرب ولم تطلها يد الدولة أو المجتمع الدولي بعد. ومع ذلك، تواصل اللجان القيام بواجبها الوطني، غير آبهة بالمخاطر، لأن حياة الناس وكرامتهم تظل أولويتها التى لا تتزحزح.إن لجان المقاومة اليوم تؤكد إستعدادها الكامل للقيام بكل ما يتطلبه الواجب، لكنها في الوقت نفسه تضع الحقيقة المؤلمة أمام العالم: لا ينبغي أن تستمر مؤسسات الدولة غائبة عن المشهد، ولا أن يتخلى المجتمع الدولي عن مسؤوليته، بينما يدفع المدنيون حياتهم ثمن هذا الغياب.
[ad_2]
Source


