الفساد وما أدراك.
أيام البشير الأخيرة مررت بعض الأطراف ملفات فساد لسوح الصُحف لكن الغرض كان ضرب الخصوم السياسيين وليس بدافع الشفافية، وكانت كبرى التمريرات من أنصار البشير لإلصاق الفساد بالحركة الإسلامية وتبرئة البشير، وكان ذلك في خضم صراع البشير مع الإسلاميين، وسرعان ما تولى الإسلاميون إرجاع الضربة القاضية بتمرير فساد حول البشير وأسرته ومكتبه.
وقتذاك؛ دار جدل كثيف بين بعض الصحفيين حول كيفية التعامل المهني والأخلاقي مع مثل هذه الملفات الممررة، البعض يرى أنها فرصة وإن كانت محدودة لكشف بعض الفساد وأن ملفات الفساد لن تخرج للعلن إلا في مناخ صراع، والبعض يرى أن الصحافة ودون أن تدري ربما غطت على فساد أكبر أو اكتفت بكشف نصف الحقيقة وهي تظن أنها تكافح الفساد وبالتالي أسهمت في ضرب فاسد ووفرت الحماية لفاسد آخر.
الحقيقة كل قضية فساد تطفو للسطح وتنبري لها الأقلام بشكل منظم، خلفها فساد أكبر وعلى أقل تقدير خلفها صراع حول تقاسم المكاسب.
Source