[ad_1]

احذروا الفتنة القادمة
بقلم الأستاذ/ شمس الدين أحمد صالح
(1)
في حكم المعلوم أن حرب 15/أبريل2023، هي حرب عبثية بين جنرالات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع المساندة لها والتي أنشأها رئيس النظام السابق،بموجب قانون أجازه مجلسه الذي كان يسمى بالمجلس الوطني عام 2017 بعد أن فشل الجيش في حسم الحروبات العبثية التي أشعلها النظام نفسه في وجه المطالب الشعبية العادلة في كل أرجاء البلاد الطرفية بشكل عام وبصفة خاصة في إقليم دارفور، واتسم تأسيس و بناء هياكل حركات العمل المسلح على القبلية،كنتيجة طبيعية لبنية المجتمع السوداني الذي لم يستكمل التدامج الكامل للتكوين القومي بعد،لأسباب منها القوى الاستعمارية والجغرافيةوضعف التنمية الاجتماعية والبشرية والاقتصادية،وكذلك إنشاء النظام قوات الدعم السريع المساندة للجيش بذات النهج القبلي لحركات العمل المسلح،من أجل تحوير الصراع في دارفور من صراع رأسىي بين مكونات الشعب السوداني والقيادات السياسية والنخب الفاشلة التي تولت شؤون البلاد بعد الاستعمار حتى يومنا هذا ،إلى صراع أفقي بين مكونات المجتمع القبلية،حتى يستطيع أن يحكم لأطول فترة ممكنة دون أن يجد مقاومة شعبية موحدة على غرار انتفاضة ديسمبر الثورية وقد نجح النظام لحد ما البقاء في الحكم وتطويل عمره عبر هذه السياسات الشريرة(فرق تسد)،حيث سقط النظام السابق عمليا وسياسيا منذ 1993م(يسقط النظام عندما يشعر الشعب أن النظام معادي لتطلعاته،ويعتمد النظام على آلة القمع والاستبداد والتضييق على الحريات).
وقداستطاعت قوات الدعم السريع في دارفور كسر شوكة الفصائل المسلحة لحد كبير ،المهمة التي فشل فيها الجيش بسبب الإهمال المتعمد من قيادته،وبعد المعارك الضارية التي قادها الدعم السريع ضد الفصائل المسلحة ابتداءً من معارك قوز دنقو في مواجهة العدل والمساواة،ومعارك فنقا وروفتا وسرنق في مواجهة حركة التحرير قيادة عبد الواحد نور ،ومعارك شمال دارفور ضدحركة التحرير قيادة مناوي عام 2015م.
بعد أن حققت هذه القوات تلك الانتصارات وكسبت ثقة رئيس النظام المباد عمر البشير حتى وصل مرحلة تسمية قائدها بلقب (حمايتي)بدلا عن لقبه الشائع”حميتي”. وعندئذ بدأت طموحات الرجل تزداد ،لاسيما بعدما أصبحت له مهام خارج الحدود، وفكر في أن يلعب دور سياسي في السودان مستقبلا،وأول من فكر في فعله حاول أن يحول قواته من قوات شبه قبلية إلى قوات قومية وعبر عن ذلك في مقابلة تلفزيونية على قناة النيل الأزرق بمعية” المذيع الطاهر حسن التوم” أنا هنا لست رزيقيا بل دعم سريع وإذا تحاورني على أنّى رزيقيا سأنسحب من الاستديو.)
منذ ذلك الحين بدأ الرجل يحول قواته إلى قوات شبه قومية بإعطاء “كوتات” لزعماء الإدارات الأهلية حتى شمل كل السودان،وأخذ شرعية من الاتحاد الأوروبي تحت دعاوي محاربة الهجرة غير الشرعية إلى أوربا عبر صحراء شمال وشمال غرب السودان ،تلقى بموجبها أموال طائلة مقابل هذه الخدمة، وكذلك فتح له النظام المجال في تعدين الذهب وتصديره و أنشطةتجارية أخرى عبر شركات متعددة،إضافة إلى ريع مشاركة قواته في حرب اليمن، مجاريا الجيش السوداني الذي تحول إلى مؤسسة اقتصادية يحتكر حوالي 75% من اقتصاد البلاد حسب تقرير رئيس الوزراء الانتقالي د.عبدالله حمدوك عام 2020م.
فيما سبق من مقدمة نستطيع أن نقول أن قوات الدعم السريع لم تكن قوات قبلية منذ عام 2015 م وأصبحت تشمل أغلب القبائل وكل جغرافية السودان بغض النظر عن الإخفاقات الأخرى التي تنقصها من المعايير الدولية لإنشاء قوات مسلحة وطنية قومية مهنية وظيفتها حماية الدستور وحدود البلاد وسلامة ووحدته شعبا و أرضا. وبالتالي فإن حرب 15 أبريل هي حرب بين قيادة الجيش وقيادة الدعم السريع بغض النظر عن أهدافها ومراميها لدى كل طرف من طرفي الحرب، وبالتالي ليس هناك أي علاقة للقبائل ومكونات المجتمع بهذا الحرب،وستظل حربا معزولةمن التأييد الشعبي لها ومرفوض نتائجها على الشعب باستثناء الوقف الفوري لها،دون شروط . وانسحاب الجيش والدعم وقوات حركات الكفاح المسلحة من السياسة والاقتصاد وليقرر الشعب بقواه الحية وإرادته الحرة في شؤونه ومستقبل بلاده مهتديا بمبادئ وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة،لذلك نحذر أهلنا فى دارفور بصفة خاصة والسودان بصفة عامة،من تحويل هذه الحرب العبثية إلى حرب أفقية بين مكونات المجتمع، بين القبائل ضمن الإقليم الواحد، وضمن القبيلة الواحدة ،وعدم الانزلاق لمخطط من يصفونها بحرب “الجلابة” وغير “الجلابة”،كما هو مطروح من بعض دعاة الحرب من أبناء دارفور في هذه الأيام.وتداعيات انحياز بعض قيادات الفصائل المسلحة إلى الجيش بعد انتظار طويل في محطة الحياد وبعد متغيرات موازين القوى لصالح الدعم السريع بدارفور وسيطرته على عدد من الحاميات والفرق العسكرية،كما نحذر من اللهث
[ad_2]
Source by حزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل


