*بسم الله الرحمن الرحيم*
*حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)*
*قيادة قطر السودان*
*في الذكرى 68 للاستقلال، وحدة السودان شعبا وأرضا ودولة، واستقلالية قراره الوطني، ليست محل للمساومات والمزايدات.*
*كرامة شعب السودان وحريته، لا تتحققان عبر فوهة البندقية، أو نشر خطاب الكراهية والفتنة، ولا بالوصاية عليه.*
*شعبنا الذى رفض الانخراط في الحرب، بقيمه الإنسانية ووعيه، وعزل أطرافها، لن يكون وقودا لمحرقتها.*
*إلى جماهير شعبنا الصامد الصابر:*
– تأتي ذكرى الاستقلال المجيد هذا العام، وبلادنا تمر بتحديات غير مسبوقة في تاريخها، وشعبنا يُمتحن امتحانات قاسية في تماسكه ووحدته وبقاء دولته، ما بين الأزمة الوطنية الشاملة التي بلغت ذروتها، وتقاطعات القوى الإقليمية والدولية بأجنداتها المختلفة.
– لقد ظل شعبنا ومنذ إعلان استقلاله في يناير 1956م، يتجلى أمام شعوب العالم، بحراكه المدني السلمي من أجل تحقيق مهام ما بعد الاستقلال، متمثلة في وحدته الوطنية، والتنمية الجهوية المتوازنة والمستدامة، واستقلال قراره السياسي والاقتصادي، وسيادته على أرضه، وحريته السياسية والنقابية، وكرامة عيشه، ومقارعة الدكتاتورية والاستبداد.وقد خاض في سبيل ذلك معارك ضارية وطويلة ضد أنظمة الطغيان والاستبداد والفساد، وحواضنها السياسية والاجتماعية من قوى التبعية والتجزئة والتخلف والاستبداد. فكانت هبات وانتفاضات الشعب السوداني الخالدة، في أكتوبر 64، وأبريل 85، وديسمبر 2018م، محطات تاريخية رئيسة في طريق نضال شعبنا، لتحقيق أحلامه وتطلعاته المشروعة، في بناء وطن يليق به وبمكانته بين شعوب أمته العربية وقارته الأفريقية ومنظومته الدولية، حتى صار شعبنا بذلك ملهما ومعلما ومحفزا للنضال التحرري.
– لقد توالت على بلادنا حقب وحكومات متعددة (مدنية وعسكرية)، لم ترتق جميعها لملامسة المضمون الحقيقي للاستقلال الوطني، الذي يتطلع إليه شعبنا، فحولت الاستقلال بذلك إلى مجرد شعارات ولافتات ومهرجانات بلا مضمون يرتبط بالإنجاز الفعلي لصالح الغالبية العظمى من أبناء وبنات شعبنا، وذلك ناتج من طبيعة القوى السياسية والاجتماعية التي تداولت هذه الحقب، وطبيعة المصالح الاجتماعية التي تعبر عنها، وبالضد من مصلحة عموم الشعب في المدن والأرياف على امتداد القطر.
– لقد مثلت حقبة نظام الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة، التي انقلبت على السلطة الشرعية في يونيو 89، بعقودها الثلاث العجاف، مثلت الحقبة الأكثر بؤسا وخرابا وظلامية في تاريخ بلادنا الحديث، بما طبعها من اختطاف للدولة وأجهزتها ومؤسساتها القومية، وتحويلها بالكامل لخدمة منظومة حركة الإسلام السياسي الفاسدة، على حساب وحدة البلاد واستقرارها وسيادتها، وعلى حساب رفاه وموارد الشعب، وهي الحقبة التي هيأت لما آلت إليه الأمور حاليا من فوضى شاملة تضرب البلاد من أقصاها إلى أقصاها.
– تظل الحرب المدمرة في 15 أبريل 2023م، أكبر جريمة أخلاقية تُرتكب بحق شعبنا وتطوره الوطني الديمقراطي، وهي الحرب التى هيأ لها أطرافها بتناغم وانسجام تام، قبل اندلاع المواجهات العسكرية بينهم، بوضع العراقيل والعقبات أمام السلطة الانتقالية وتعويق الانتقال المدني الديمقراطي، وتخريب الاقتصاد وتمييع الحالة الأمنية، ومعاكسة تفكيك بنية النظام الساقط، ومد الجسور مع العدو الصهuونى والاستقواء والاستعانة بالفلول وقوى الردة، حتى انقلابهم العسكري عليها في 25 أكتوبر 2021م.
لن تنطلي إدعاءات الدفاع عن الكرامة من هذا الطرف، أو الدفاع عن الديمقراطية من ذاك، على وعي الشعب الأعزل الذي يدفع ثمن صراع تدميري عبثي لا صلة له به، فبمثلما لا تتحقق كرامة الشعب بإشعال الحريق على طول البلاد وعرضها، وتدمير بنيتها التحتية، وتجييش القبائل، ونشر خطاب الفتنة والكراهية وتصفية الخصومات السياسية، فإن الديمقراطية كذلك لا تأتي بقرارات فوقية أو عبر فوهة البندقية وتعريض حياة الشعب للخطر، ونهب ممتلكاته وزيادة آلامه ومعاناته في حرب هي ملهاة وعبث ليس أكثر.
جماهير شعبنا وقواه الحية، التي عزلت أطراف الحرب وأدانت خطابها، وتحملت ويلاتها، ودفعت غالى الأثمان، مدعوة لحشد إرادتها وتنظيم صفوفها، للضغط على أطرافها بكل خبراتها ووسائلها في النضال، لوقفها ودون شروط، عبر أوسع جبهة من مكوناتهاَ، للديمقراطية والتغيير، والحيلولة دون مخاطر استمرارها التي لا تكترث أطرافها لها.
★ التحية والإجلال لشهداء النضال الوطني في سبيل الاستقلال والوحدة والديمقراطية والسلام .
★ التحية والتقدير لشهداء الحرب وضحاياها وعاجل الشفاء للمصابين والجرحى
★ الحرية للمحتجزين لدى طرفي الحرب، والعودة الآمنة للمفقودين والنازحين .
*حزب البعث العربي الاشتراكي(الأصل)*
*قيادة قطر السودان*
*2024/1/1*
Source by حزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل
