#كلمة_الهدف
*من الاستقلال إلى الديمقراطية والتغيير*
*طريق السودان إلى الوحدة والحرية والسلام والعدالة*
لأول مرة يجد السودانيون أنفسهم غرباء عن أوطانهم، وهم يستقبلون عيد الاستقلال، فيما مضت ليلة رأس السنة دون ضوضاء أو ألعاب نارية أو الدفء الأسري، كما جرت العادة في الأزمنة السابقة المعافاة، المأهولة بالأمان والطمأنينة، وتجدد التطلعات والأماني.
تجيء ذكرى الاستقلال الثامنة والستون، وتمر دون احتفال يذكر، وقد أصبح غالب أهل السودان موزعين بين الملاجيء ومراكز الإيواء، أو محاصرين وسط نيران الحرب في أسوأ الظروف مطلقا، في المدن التي تحولت إلى ساحات عمليات. ويكاد الاستقلال، نفسه، الذي جاء قبل ما يقارب السبعة عقود، بلا شق أو طق، أن يتبدد بفعل حرب الدمار، التي أشعلها فلول النظام المقبور، مستخدمين الجيش، كما فعلوها في انقلاب يونيو 1989م، وتلقاها الدعم السريع، المتحفز للقتال، من أجل إطفاء شعلة الثورة والعودة للحكم، بعد انسداد الطريق أمام انقلاب الردة في أكتوبر 2021م. وما تضمره هذه الطامة الكبرى، من تدخلات أجنبية، وما تنطوي عليه من تهديد لما تبقى من الكيان الوطني السوداني الذي عبثت الإنقاذ بوحدته وسيادته وتماسكه الاجتماعي، ثمنا للبقاء في السلطة.
وخلافا للإجماع الواسع الذي تحقق عبره الاستقلال، وتجدد عبر أم الانتفاضات الشعبية في ديسمبر 2018م، يعيش السودان، الآن، حالة من التنافر والتنازع والصراعات التناحرية، بفضل الحرب والجنوح المبيت من أطرافها لإدامتها وتوسيع ميادين قتالها، التي تقترب به من الحالة الرواندية عام 1994م. لذلك فإن استدعاء أوسع توافق من مكونات وجماهير الرفض الشعبي للحرب ولدعاة الفتنة الأهلية والجهوية، في هذه المناسبة، لمجابهة تحديات الراهن، وفي مقدمتها الحرب، يصبح ضرورة لازمة للعبور لبر الأمان واحتفاء حقيقي بالاستقلال السياسي لاستكمال آفاقه الوحدوية الديمقراطية المتلازمة بالتنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية والسلام المستدام .
وتشكل الجبهة الشعبية العريضة للديمقراطية والتغيير، كمظلة لوحدة قوى الثورة والديموقراطية، في الظرف الحالي، إطارا لا غنى عنه، من أجل تضافر الجهود لإنهاء الحرب، من جهة، ولوضع بلادنا من جديد في مسار الديمقراطية والتغيير، من الجهة الأخرى.
إننا، في حزب البعث العربى الاشتراكي، إذ نحيي جهاد الرعيل الأول، آباء الاستقلال، وننحني إجلالا لتضحياتهم وبطولاتهم، في سبيل نيل الحرية، فإننا نستشعر عظم المسؤولية، الملقاة على عاتقنا، في سبيل صيانة الاستقلال والدفاع عنه وتعزيزه بكل ما يمنحه كامل أبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهو ما عبرت عنه انتفاضة ديسمبر الثورية المجيدة، وهي تشق طريقا جديدا للديمقراطية وللتطور والتقدم، بدءاً من الإطاحة بنظام حكم المتأسلمين، وتصفية آثاره في كل المجالات، وإزالة مرتكزاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدستورية والايديولوجية، وما خلفته حرب الدمار التي أوقدوا نيرانها، لأجل إعادة بناء السودان من جديد، على قواعد الحرية والعدالة والسلام والتنمية المتوازنة الشاملة والنظام الديمقراطي المستدام.
حزب البعث العربي الاشتراكي
كلمة الهدف
2024/1/1م
Source by حزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل