حـزب المـؤتمر السـوداني
بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة (٣ مايو)
يأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام وبلادنا لا تزال تعيش واحدة من أحلك فصول تاريخها، حيث الموت والتدمير والتشريد والمعاناة الإنسانية بسبب الحرب الذميمة التي ألقت بظلالها القاتمة على كل جوانب الحياة، بما في ذلك بيئة العمل الصحفي وحق الناس في الوصول إلى المعلومات.
في خضم هذا الواقع، فإن الصحفيين السودانيين لا يواجهون فقط تكميم الأفواه ومصادرة الحق في التعبير، بل يواجهون أيضاً خطر الموت والنزوح والاعتقال والتضييق على حياتهم اليومية، في ظل غياب سلطة شرعية تحترم الحقوق وتحمي الحريات.
يُحيي حزب المؤتمر السوداني بهذه المناسبة جميع الصحفيات والصحفيين السودانيين الذين تمسّكوا بأخلاقيات مهنتهم، وظلّوا يؤدون دورهم في فضح الجرائم وتوثيق الانتهاكات ونقل الحقيقة من قلب المحن والمآسي، في مواجهة آلة الدعاية والحجب والتضليل.
نحيّي شهداء الصحافة الذين دفعوا أرواحهم ثمناً للحقيقة، ونتضامن مع من فقدوا وظائفهم، أو نزحوا عن بيوتهم، أو ظلوا يكتبون تحت الخطر بلا حماية أو سند.
إن الصحافة الحرة والمستقلة تكتسب أهمية مضاعفة في زمن الحرب، باعتبارها وسيلة لكشف الحقيقة وسط ضجيج الروايات المتضاربة، وآلية لمساءلة كل من تورط في انتهاك الحقوق، وأداة لتمكين المواطنين من الفهم والمشاركة والوعي.
وفي المقابل، فإن تغييب الصحافة، وتكميم الأقلام، وتحويل الإعلام إلى أبواق تعبئة، لا يخدم سوى استمرار الحرب وتغذية الكراهية وإطالة أمد المعاناة.
وإذ يُجدّد حزب المؤتمر السوداني التزامه المبدئي بحرية الصحافة كجزء أصيل من مشروع الدولة المدنية الديموقراطية، فإنه يؤكد أن وقف الحرب هو المدخل لمعالجة الأزمة الإنسانية وإنهاء معاناة ملايين السودانيين، واعتماد خيار الحل السياسي لتأسيس دولة مدنية ديموقراطية توفر شروط الحياة الكريمة لكل السودانيين والسودانيات بلا تمييز ولا تهميش.
عاش شعبنا آمناً حراً منتصراً
أمانة الإعلام
٣ مايو ٢٠٢٥م