[ad_1]
الهولوكوست المنسي: الإبادة الممنهجة لقبائل شمال ووسط السودان 1-2
دعونا نتحدث عن التطهير العرقي والمحرقة المنسية في تاريخ السودان. هل تساءلت يومًا لماذا عدد سكان السودان أقل بكثير من إثيوبيا أو مصر، وكلاهما يتجاوز 100 مليون نسمة؟
هل تعلم أنه لولا حدث تاريخي واحد، لكان عدد سكان العرب النيليين (أي الجعليين، الشايقية، والدناقلة) أكثر من 80 مليون اليوم، لو استعملنا معدل النمو السكاني التاريخي في السودان أي 2.5%.
في هذا المقال، لن أضع رأيي الشخصي أو العاطفي، بل ببساطة سأذكر الوقائع كما وردت على لسان من وثّقوا تلك الفترة، دون الخوض في أحداث تاريخية أو تفاصيلها. سأقدم فقط الأرقام، الحقائق، والشهادات كما سُجِّلت في الوثائق البريطانية والمصادر التاريخية.
وعليك أنت بالحكم: هل كان هذا تطهيرًا عرقيًا أم لا؟
اقرأ واسأل نفسك، هل يمكن لمجتمع أن يتعافى من مثل هذه الكارثة؟ وهل يمكن أن تُنسى هكذا جريمة، ومن أخفى هذه الأحداث عمدًا؟
قبل المهديه (1881):
كان عدد سكان السودان بين 7 إلى 8.5 مليون نسمة.
كانت القبائل النيلية مثل الجعليين، الشايقية، والدناقلة تهيمن على وادي النيل تجاريًا وزراعيًا.
بعد المهديه (1900):
انخفض عدد السكان إلى 2 إلى 3 مليون نسمة—أي تم القضاء على أكثر من 6 ملايين شخص خلال 13 عامًا فقط.
شهادات تاريخية موثقة
📌 موسوعة بريتانيكا (1911):
> “قبل الفوضى المهدوية، كان عدد السكان (باستثناء دارفور) يقدّر بنحو 8.5 مليون. بحلول 1905، لم يبقَ سوى 1.85 مليون. لقد أُبيد الملايين، والجثث ملأت أرض السودان.”
📌 السير ريجنالد وينجيت (1899):
> “ما لا يقل عن ستة ملايين سوداني قُتلوا أو ماتوا بسبب الجوع والطاعون نتيجة الحرب وسوء الحكم الوحشي.”
📌 فرانسيس دينق (1995):
> “ما حدث لم يكن حربًا، بل ذبح جماعي طال الأبرياء قبل المقاتلين. انخفض عدد السكان إلى النصف تقريبًا، وكانت القبائل النيلية الأكثر استهدافًا.”
📌 كونت جلايشين (1905)، إداري بريطاني:
> “أرض السودان أصبحت فارغة. قرى كاملة في الشمال النيلي هُجرت بالكامل، وما تبقى من السكان كانوا إما أمواتًا أو هاربين.”
التطهير العرقي لأحفاد النهر: المذابح والمجازر فقط
📌 الصحفي البريطاني G.W. Steevens (1898):
> “لا يمكنني أن أصف ما رأيته إلا بأنه إبادة. كان الأمر كما لو أن المدينة لم توجد قط، كأن سكانها قد مُحوا من وجه الأرض. رائحة الموت في كل مكان، والصمت المخيف لا تقطعه إلا نعيق الغربان.”
📌 ونستون تشرشل (1899) في كتابه “حرب النهر”:
> “لم تكن معركة، لم تكن حربًا، كانت مذبحة. الجعليون قُتلوا كالماشية، وسالت دماؤهم في الشوارع. لم يتبقَ أحد ليبكي الموتى.”
📌 تقارير المخابرات البريطانية (1898–1900):
> “تم تطويق المتمة بالكامل، وقتل كل رجل قادر على حمل السلاح، بينما اختُطفت النساء والأطفال وتم توزيعهم كغنائم حرب.”
📌 موسوعة بريتانيكا (1911) عن الشايقية:
> “الشايقية، الذين كانوا من أقوى القبائل المقاتلة في السودان، لم يعودوا موجودين ككيان قوي. بحلول 1898، لم يتبقَ منهم سوى حفنة بائسة من العائلات، تائهة بين الخراب والجوع.”
📌 هارولد ماكمايكل (1912):
> “الشايقية لم يُهزموا في الحرب، بل أُبيدوا. إن ما حلّ بهم كان أكثر من هزيمة عسكرية، كان جريمة إبادة شاملة.”
📌 كتاب “السودان الإنجليزي المصري” (1905):
> “أراضي الشايقية نُهبت، رجالهم قُتلوا، والناجون إمّا هاربون أو مستعبدون. التاريخ لن يذكرهم كأمة بعد اليوم.”
📌 المؤرخ P.M. Holt (1958):
> “تحوّل الدناقلة من مؤيدين للثورة إلى وقود لها. بعدما انتهت حاجته إليهم، قرر الخليفة أن الدناقلة يشكلون تهديدًا، فبدأ تصفيتهم واحدًا تلو الآخر. كان التطهير بطيئًا لكنه شامل.”
📌 تقارير المخابرات السودانية (1891):
> “لم يرحم الخليفة حتى أسرة المهدي.
تم القبض على أقاربه، وأعدموا جماعيًا في فشودة عام 1891. لم يتبقَ أحد يحمل اسمه في السودان.”
العبودية، التهجير القسري، والاقتلاع من الجذور
📌 السير ريجنالد وينجيت (1899) يصف هروب السودانيين النيليين:
> “لقد كانوا يفرون كمن يهرب من الطاعون. آلاف الجعليين والدناقلة والشايقية مشوا مئات الأميال إلى مصر وإثيوبيا، تاركين خلفهم جثث أحبائهم الذين لم يحتملوا الطريق.”
📌 المؤرخة ريم عباس (2023) توثق الكارثة المستمرة:
> “لم يعد كثير من هؤلاء اللاجئين أبدًا. أحفادهم لا يزالون في أسوان، القاهرة، والخرطوم الجديدة، يتساءلون عن أصولهم.”
📌 السير هارولد ماكمايكل (1922)، في كتابه تاريخ العرب في السودان:
> “ما وجدناه عند دخولنا السودان كان أشبه بأرض أُفرِغَت من أهلها. لم تكن هناك مجتمعات، بل حفنة من الناجين. القرى النيلية لم تعد مأهولة، وسكانها الأصليون إما هُجّروا أو قتلوا أو أُجبروا على الهروب شمالًا.”
[ad_2]
Source by عبدالرحمن عمسيب


