[ad_1]
لا تنجروا خلف الاستفزاز.. البعشوم ليس للمستهينين
بقلم: لام دينق نوت شول
هناك قوة صامتة تفوق الأصوات الصاخبة، ووعي يحير صخب الأحداث قبل أن تبدأ.
وهكذا بدا المشهد بعد وثائقي البعشوم: الدراعة يهرولون وراء كل طرفة، كل شعور يمسهم، كأنما الأرض قد انهارت تحت أقدامهم.
فأي ضعف هذا؟! وأي استهانة بالسيطرة على النفس؟
أقولها: من يركض خلف كل استفزاز، يضع نفسه في مصيدة قبل أن يراه الخصم، ويمنح من حوله ما يريدون من قوة بلا قتال.
يا دراعة، القوة ليست في الانفعال، وليست في الصراخ، بل في ضبط النفس، وامتلاك القدرة على الامتصاص، وعدم الانجرار خلف أي مادة إعلامية مهما بلغت حدة استفزازها.
الاستجابة السريعة للتهديد الوهمي هي مرآة لهشاشتكم، وليست قوة.
والذين يعرفون معنى الصبر يعلمون أن العجلة في الرد غالباً ما تفضي إلى الهزيمة قبل أن تُطلق طلقة واحدة.
البعشوم
الاستهانة بالبعشوم جريمة استراتيجيّة.
الرجل الذي حيّر أقوى الأجهزة الأمنية في الإقليم والمحلية لم يكن مجرد شخصية عابرة، بل قوة عقلية منظمة، استراتيجياً بلا نظير.
حين اخترق منظومة الدعم السريع التي كانت تمتلك نظام بيغاسوس، أثبت أن إرادة الفرد وعقلانه يمكن أن تقلب المعادلات الكبرى، وأن العقل المدبر يسبق التقنية بخطوات.
والمفارقة أن بين صفوفكم من يحمل خبرة الحرب النفسية على مستوى الدولة، يوسف عمارة أبوسن، مؤسس إدارة الحرب النفسية في السودان، الرجل الذي يعلم كيف يُصهر التفكير ويُديره.
فهل من المنطق أن جهازاً بهذه الخبرة ينكسر أمام مجرد عمل إعلامي؟
إنه السؤال الذي يجب أن يجيب عليه كل من يظن أن الصوت العالي يعادل القوة، وأن الانفعال يعني الانتصار.
إلى “الدراعة”:
لا تجعلوا أي مادة إعلامية، أي انتقاد، أي تسريب، نقطة ضعف لكم.
لا تستهينوا بالبعشوم، فقد حيّر أجهزة تمتلك برامج استخباراتية عالمية، وهو ليس خصماً عادياً.
القوة الحقيقية تكمن في الهدوء، والوعي، والصبر الاستراتيجي.
اليوم، المعركة لم تعد أسلحة فقط، بل وعي وفكر وصورة.
ومن يفرّط بالوعي، يخسر المعركة قبل أن تسمع الطلقة الأولى، ويبقى البعشوم رمزاً لمن يملك الصبر والعقل والدهاء فوق أي قوة مادية.
[ad_2]
Source


