[ad_1]
#تحرير_المدن
من العقم السياسي إلى ضرورة الحسم العسكري ، تتجه الأزمة السودانية نحو منعطف خطير في كل يوم لا يتم فيه تحريك الجيوش لتحرير المدن التي يحتلها التمرد.
أن إبقاء القوات العسكرية جميعها بما فيها الجيش والقوات المساندة له في المدن الآمنة، قد أطال أمد الأزمة وأتاح الفرصة لقوات الدعم السريع المتمردة من تعزيز مواقعها في المدن التي تحتلها.
هذا التكتيك الذي يهدف إلى حماية المراكز الحيوية جاء على حساب إضعاف الضغط العسكري على التمرد في معاقلهم في بعض ولايات دارفور.
إن ترك مهمة حماية المدن الآمنة لقوات الشرطة وقوات المقاومة الشعبية بمختلف مسمياتها، هو إجراء يمكن أن يطلق العنان للجيش السوداني والقوات المساندة له للتحرك بشكل أكثر فعالية في مناطق العمليات وهو الخيار الأوحد للاِسراع في هزيمة التمرد بشكل كامل.
إن التمرد الراهن لا يمكن حسمه إلا بالقوة العسكرية الحاسمة، فالمفاوضات والحلول السياسية، على الرغم من أهميتها لا يمكن أن تنجح ما لم يكن هناك ضغط عسكري قوي يجبر الطرف الآخر على تقديم تنازلات حقيقية.
إن فكرة أن الأزمة يمكن أن تنتهي بحل سياسي دون تحقيق انتصار عسكري حاسم هي فكرة ساذجة في ظل طبيعة قوات التمرد وأهدافها المعلنة.
إن حسم هذا التمرد عسكرياً هو السبيل الوحيد لإعادة الاستقرار والسيادة للدولة السودانية.
الأزمة السياسية في السودان أعمق بكثير من الصراع المسلح الحالي فالقيادة العسكرية الحالية وعلى رأسها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تفتقر إلى الخبرة السياسية اللازِمَةُ لإدارة الدولة بالشكل السليم.
إن طريقة إدارتهم للحكم تبدو غير متناسبة مع التحديات التي تواجهها الدولة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة بدلاً من حلها.
هذه المشكلة ليست جديدة، بل هي نتيجة مباشرة للإطاحة بحكم البشير وحكومته من حزب المؤتمر الوطني والأحزاب الشريكة له في الحكم وتصاعد دور العسكريين ممن ليس لديهم خبرة سياسية مسبقة في الحياة السياسية، وهو ما أدى إلى غياب الكفاءات السياسية القادرة على قيادة الدولة نحو بر الأمان.
إن الأزمة السودانية هي أزمة مركبة تجمع بين العقم السياسي والضرورة العسكرية ولن تنجلي هذه الغمة ما لم يتم اتخاذ خطوات حاسمة ومن أهمها:
أن تتوجه القوات المسلحة والقوات المساندة لها، بكل ثقلها نحو المدن التي يحتلها التمرد ، مع إسناد مهمة حماية المدن الآمنة للشرطة والمقاومة الشعبية.
لا يمكن إنهاء التمرد إلا بالقوة العسكرية الحاسمة، وهو ما يتطلب خطة عسكرية واضحة وفعالة.
إشراك الكفاءات السياسية في إدارة شؤون البلاد، والتقليل من الدور السياسي للعسكريين.
السودان يمر بمرحلة حرجة، ومستقبل البلاد يعتمد على مدى قدرة قادتها على اتخاذ القرارات الصحيحة والجريئة، بدلاً من الاستمرار في ذات النهج الذي أدى إلى تفاقم الأزمة منذ البداية لا حلها.
المستشار/ محمد السر مساعد
[ad_2]
Source


