مع تلاشي آخر خيط من شعاع شمس الخرطوم، تتحول المدينة إلى قرية نائية مهجورة خالية إلا من طنين البعوض ونقيق الضفادع. الخرطوم التي كانت مركز البلاد القابض، سياسياً، ثقافياً، اقتصادياً واجتماعياً، طالتها تحولات مُروِّعة
لم تكن الفجوات الطبقية مقصورة على الفارق بين سكان الخرطوم وسكان الأقاليم، التي لم تجد النصيب نفسه من التنمية -على قلته- بل انسحبت حتى على سكان الخرطوم نفسها، فانقسمت ما بين مركز مدينة وهوامشها التي تحاول التشبث بامتيازات مركزها.
وبصمود أطراف العاصمة خلال فترة الحرب، انسحبت الحياة تدريجياً من مركزها إلى هامشها، حيث شهدت هذه المناطق الطرَفية انتعاشاً اجتماعياً واقتصاديا، بفعل انتقال الخدمات إليها، بعدما خلا قلب المدينة تماماً من الحياة.
Source