[ad_1]
#عزل_البرهان
الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، نموذجاً معقداً للقيادة في فترة انتقالية حساسة.
فمنذ تسلمه مقاليد السلطة بعد الإطاحة بالمشير البشير، كانت القرارات التي اتخذها محط جدل كبير، ووضعته في موقف لا يُحسد عليه أمام الشعب السوداني.
كان البرهان يُنظر إليه كشخصية عسكرية يمكنها أن تُوفر الاستقرار في فترة ما بعد الثورة، وأن تُشرف على انتقال سلس للسلطة إلى المدنيين بعد تنظيم انتخابات عامة بنهاية الفترة الإنتقالية.
ولكن مع مرور الوقت بدأت تظهر علامات التردد والفشل في اتخاذ القرارات الحاسمة خاصة فيما يتعلق بمسألة قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.
كانت سياسة التهاون مع هذه القوات وترك الأبواب مفتوحة أمامها لتعزيز نفوذها الاقتصادي والعسكري، خطأً استراتيجياً فادحاً، فقد سمح هذا التهاون للدعم السريع بأن يتحول من قوة مساندة إلى قوة موازية للجيش، مما أدى في النهاية إلى طمع هذه القوات وقائدها في أن تستلم السلطة في الدولة ككل خالصةً لهم.
ومع اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في 15 إبريل 2023م، ظهرت حقيقة صادمة أن القتال لا يُدار بهدف حسم المعركة وإنهاء معاناة الشعب، بل يُدار بشكل يُطيل أمد الصراع، مما يُعرض الدولة لمخاطر الانهيار التام.
هذا التردد في الحسم ليس فقط فشلاً عسكرياً، بل هو فشل سياسي وأخلاقي، لأنه يضع مصالح السلطة فوق مصلحة الوطن، فمواصلة ذات النهج سيؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة وستفقد الدولة ما تبقى لها من سيطرة، مما يسمح للفوضى أن تعم.
مع زيادة المعاناة الإنسانية فاستمرار القتال بدون الإسراع في هزيمة التمرد، يعني المزيد من الضحايا والمزيد من النازحين وتدهوراً في الأوضاع المعيشية.
كما أن التفتيت والتقسيم قد يُصبح السودان عرضة له إلى دويلات صغيرة تسيطر عليها الجماعات المسلحة المختلفة.
إنّ استمرار هذه القيادة يُمثل تهديداً وجودياً للسودان ولذلك، يجب على مؤسسات الدولة والأحزاب الوطنية وعامة الشعب أن يتحركوا بشكل حاسم.
يجب على القادة داخل الجيش أن يدركوا أن الولاء للوطن أهم من الولاء للشخص ويجب عليهم أن يضغطوا من أجل تغيير القيادة، ووضع خطة واضحة لحسم المعركة.
أما الأحزاب السياسية الوطنية عليهم أن يتوحدوا وأن يتجاوزوا خلافاتهم الشخصية وأن يطلقوا مبادرة وطنية تهدف إلى إزاحة القيادة الحالية، وتشكيل حكومة قادرة على إدارة المرحلة، وهزيمة التمرد ومن ثم بناء دولة قوية قادرة على الصمود في وجه المؤامرات الدولية.
وعلى الشعب تنظيم الاحتجاجات وأن يُمارس كل شكل من أشكال الضغط السلمي لإيصال رسالة واضحة للقادة العسكريين أن هذا الفشل لم يعد مقبولاً، وأن ثمنه هو ضياع الوطن.
المستشار/ محمد السر مساعد
[ad_2]
Source


