[ad_1]
” الجريدة ” هذا الصباح … إن العدالة لا تُبنى على الظنون، ولا تُدار بالانتقام. وما لم تُحدد معايير قانونية دقيقة لتهمة “التعاون”، فإن كل اعتقال هو ظلمٌ محتمل، وكل محاكمة هي مسرحية عبثية!!
أطياف – صباح محمد الحسن
الانتقام!!
طيف أول:
كانوا هم أول التراتيل التي قرأت أنشودة السلام، ومع ذلك سقطت أحلامهم بين التوجُّس والطمأنينة!!
وتتزايد ظاهرة القمع والترهيب والاعتقال التعسفي كسلوك إجرامي تمارسه الأجهزة الأمنية في السودان، في خضم الفوضى الأمنية التي تعصف بالبلاد، وتتوارى العدالة خلف ستار الاتهامات الجاهزة، وتُستخدم تهمة “التعاون مع الدعم السريع” كسيفٍ مُسلّط على رقاب الشباب الثورة، وغيرهم من أبناء الوطن، دون سند قانوني أو دليلٍ موضوعي، في وقت يُحوَّل فيه الانتماء السياسي أو النشاط في العمل الخيري والإنساني إلى قرينة إدانة.
الأمر الذي يؤكد غياب المعايير الواضحة، وترك الأمر لتقديرات أفراد من الأجهزة الأمنية، وذلك يفتح الباب واسعًا أمام الانتهاكات، والتصفية السياسية، والتشفي الشخصي. فكم من بريءٍ زُجّ به في المعتقلات لأنه “وجهٌ غريب”، أو لأنه لا يملك من يحميه، بينما نجا المتعاون الحقيقي بفضل نفوذ أو واسطة.
إن العدالة لا تُبنى على الظنون، ولا تُدار بالانتقام. وما لم تُحدَّد معايير قانونية دقيقة لتهمة “التعاون”، فإن كل اعتقالٍ هو ظلمٌ محتمل، وكل محاكمةٍ هي مسرحيةٌ عبثية، وكل صمتٍ هو خيانةٌ للحق.
ووضعت لجان مقاومة الديوم الشرقية أمس الأول علامات استفهام أمام السلطة الكيزانية التي تتكئ فيها العدالة على عصا الظلم، التي تطول خصوم التنظيم في السياسة وتعفو عن كثيرين لا ترى أنهم ارتكبوا جرمًا يستحقون عليه المحاسبة، فأصبحت العقوبة تسقط ويحل محلها التكريم والتمجيد، وتُمنح بها دروع البطولة!!
وقالت المقاومة: إن العدالة في السودان أصبحت تفتقر إلى المعنى الحقيقي، حيث يتم التمييز بين المجرمين والأبرياء بشكل صارخ”. وأشارت إلى حالة “يواء” التي وُصفت بالمتعاونة دون أي دليل قاطع، بينما يُغفر للمتورطين في جرائم مثل كيكل ويتم تمكينهم من السلطة. وأكدت لجان مقاومة الديوم الشرقية أن هذا الوضع يعكس انقلابًا في الموازين، حيث ينجو المتعاونون الحقيقيون من العقاب، بينما يُدان المظلومون. وطالبت بالعدالة الحقيقية التي تحاسب المجرمين وتبرئ الأبرياء.
وكانت محكمة بحري قد أصدرت حكمًا بالإعدام بحق شابة تُدعى “يواء”، من سكان حي المزاد. ظلت يواء، منذ اندلاع الحرب، تعمل في خدمة من تبقى من الجيران، وبحسب سكان الحي كانت تجلب الماء، وتعد الطعام، وتوزعه على الجيران وكبار السن، وتدير روضة صغيرة للأطفال. لكنها وجدت نفسها في قفص الاتهام بتهمة “التعاون مع الدعم السريع”، قبل أن يصدر بحقها حكم بالإعدام، رغم تأكيد براءتها من قبل سكان الحي، الذين يرون أن القضية تصفية حسابات.
وبعد مرور أكثر من عامين على اندلاع الحرب، ظهر القضاء السوداني كأداة تحقق الظلم لا العدالة، حيث قام بمحاكمة آلاف من الشباب بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع. وحالة يواء ما هي إلا نموذج لمئات الحالات لشباب سودانيين وجدوا أنفسهم داخل قفص الاتهام، حيث تمارس الكتائب الإسلامية وحتى بعض المستنفرين تعديًا مجتمعيًا فظيعًا، يقوم على الاعتقال والضرب والتعذيب، واستغلال السلطة في البلاغات الكيدية، والتشفي السياسي، وانتهاك حرمة المنازل.
والظاهرة مستمرة منذ شهور، فقبل شهر واحد، رصدت شبكة “عاين” تقريرًا قالت فيه إن السلطات السودانية تعتقل نحو 1100 مواطن في سجون مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد، وعددًا مقدرًا في سجن مدينة الحصاحيصا، بعد حملات اعتقالات منذ استعادتها المنطقة في يناير الماضي، وما تزال عمليات التوقيف والاحتجاز متواصلة. وهي ممارسات جعلت السكان الذين خرجوا من حرب مدمرة في حالة خوف دائم.
وفي كل الحالات، كانت تهمة الاعتقال هي “التعاون مع قوات الدعم السريع”، ومن بين المحتجزين ناشطون في الحراك الثوري، ومتطوعون في غرف الطوارئ، بالإضافة إلى نساء كن يعملن في مجال بيع الأطعمة في مدن الولاية المختلفة خلال فترة الصراع المسلح.
وقوات تُداهم المنازل في جنح الليل، وتقتاد الضحايا إلى المعتقلات دون أوامر قضائية أو أدلة قانونية، حيث يُحتجزون في ظروفٍ لا تليق بالبشر، ويُحرمون من أبسط حقوقهم الإنسانية. واكتظت السجون، في ود مدني والحصاحيصا والخرطوم، بأجسادٍ أنهكها التعذيب والجوع
وهو بلا شك مشهد مأساوي، تُختطف فيه الحرية من بين أنفاس الشباب، وتُسجن فيه الأحلام خلف قضبانٍ لا تعرف سوى الظلم، وما لم يتحرك الضمير الوطني والدولي، فإن هذه الانتهاكات ستظل وصمةً في جبين الإنسانية، وجرحًا غائرًا في جسد الوطن الذي يستحق الأفضل، بعد مروره بأسوأ تجربة في عمره، كُتب تاريخها منذ يوم 15 أبريل.
طيف أخير:
#لا_للحرب
شهد المدير التنفيذي لمحلية مروي ونائب رئيس اللجنة، الفريق أمن عبد السيد عمر، أمس، تدشين معسكر تدريب مستنفرات الكرامة بمنطقة مقاشي.
حشدٌ لميدان حربٍ لم تنتهِ، ودعوةٌ عودة للمواطن، بحجة أن الحرب انتهت!!
الجريدة
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ * وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ
#شبكة_رصد_السودان
[ad_2]
Source


