[ad_1]
*برير التوم ….انسان يتلبسه ملاك*
عندما خلق الله الارض والبشر خص بعض من عباده بصفات الاخيار والصالحين وجعل جل همهم قضاء حوائج الناس وذهابهم بعيدا جدا فى التواصل معهم وطرق كل الابواب الموصده لحل مشاكلهم واكمال نقائصهم وادخال الفرح لقلوبهم …شاب يافع امتلأ قلبه بمحبه الناس لدرجه لاتوصفها الكلمات ،صاحب الجسم النحيل الممتلئ يقينا بان محبه الناس من محبه الله…..تقابله وتنظر اليه والى عينيه يشعرك بان هذا الانسان منهك ويحتاج الجسم للراحه والغذاء الجيد ….لم اراه يوما يتناول اكلا ولاشربا لنفسه بل تجده ساعيا لتوفيره للغير من مكان الى مكان متنقلا كفراش حر طالبا اغاثه اودعم لمحتاجين او دور ايواء او اسره فقدت عائلها او فرش لمسجد او اكمال تعمير لبيت من بيوت الله ….تجده متواصلا مع الكل فى كل اتراحهم وافراحهم مبتسما لاتستطيع هموم الدنيا ان ترسم على وجهه غير معالم الرضى والقبول …شامخا كالطود فى احلك المواقف مهدئا لمثيرات الغضب عند الاخرين ، يتواصل مع الجميع وحتى من يختلف معهم فى الرأى مقتحما مكاتبهم وديارهم متواصلا معهم ولو منعوه او احرجوه ولايطلب منفعه لنفسه ابدا ومايطلبه عاده امرا يخص جماعه او اسره تحتاج ليد مد العون …..كلامه قليل وفعله كثير لا تحبسه ولاتثقل خطواته الامطار ولا حراره الشمس اقدامه اليافعه تصيبها الاعياء من كثره الحركه لايهدأ ولايطيل حديثا فى متكأ ابدا … لاهثا دوما لامر يشغله يخص الآخرين ولاتكفيه ساعات اليوم ولا اعلم قسما بالله متى يمارس برير عاده النوم والراحه ….جيبه خاوى وبطن لاتمتلئ ابدا ولاتشعر بالشبع وعالمه واسع لاحتضان الاخرين ومعرفه احتياجاتهم ….وياامى ويااختى لغه مخاطبته لنساء لايعرفهم من النازحين والمحتاجين …وخير ان شاءالله كلمه يختم بها حديثه واعدا بحل اشكاليه ما ويابرير ماشاءالله لمن هذا الحرير والاهله عريس ولاشنو ؟؟ ونعلم الاجابه وقد كانت انها مناسبه ختان لابناء اهلنا النازحين لعدد اطفال يتجاوز ال٢٠ طفلا وكرنفال فرح اقامه برير لاسر النازحين كاول بادره لم تسبقه لامنظمه ولامؤسسه ولاجهه حكوميه او تطوعيه …لله درك ايها الشاب النحيل الاسمر الرفيع الجميل الصفات،، وجدته اكثر من مره وهو يتحدى ظروف الطبيعه وحراره المدينه الحارقه
يابرير …!!
وين ماشى وجاى من وين فى هذا الحر الغائط …اجابنى ذهبت الى ناس المؤانى فداخليه البنات ( يقيم فيها نازحين بسبب الحرب ) اتصلوا بى صباحا لانقطاع المياه وخلو الخزان الكبير منها ….ومنذ السادسه منتظرا احدهم فى المؤانى ليدخلنى الى مديرهم لتصديق تناكر مياه لهم وقد تجاوبوا معى ربنا يجزيهم خيرا …يابرير هل فطرت والساعه تقترب من الواحد ظهرا ضحك مجيبا بنعم ولاشئ يدل على خريف ممطر فى جسمه لاشفتيه ولا عينيه ولاحتى شكله فهو عطشان يشعر بالارتواء عندما يشعر به الآخرين وشبعه من شبع الاطفال اليتامى والمهجرين قسرا وضحكته بسرور يرتسم على محيا المحتاجين …لك الله ايها الانسان الملاك المتجرد من صفات محبه النفس ونوازعها …
ذهب الى الداخليه وانتظر تناكر المياه الى حين وصولها مغرب ذلك اليوم ….دون ملل ولاكلل ….تجده متحركا فى ساعات متأخره من الليل ساهرا لاجل امر يخص محتاج او غرض يريد ايصاله او زياره لمريض….وقسما بالخالق ماتفعله لايفعله الا الانبياء والصالحين ….ومؤذن لمسجد لايجد اهله ليساندوه وهو طريح فراش فى المستشفى والتقى صدفه بالاسمر ليلا يابرير مالك بهنا حائم ….؟؟؟
انا ملازم ل……….فى مستشفى برؤوت منذ يومين… تاركا اهله ووالدته الكريمه وهو وحيدها فى المدينه وله اخ يحمل السلاح تابعا للقوات المسلحه ويؤدى ضريبته بعيدا عن ديار اهله …. تلك المراة التى انجبت رجلا شهما قد لاتستطيع النساء مجاراتها بنسخه لاتتكرر فى الشباب …تعتز به وتسانده وتصبر على اعتقالاته المتكرره لقناعاته وشجاعته وعدم خوفه من الجلاد …فبرير رجل يناطح السماء بصفاته ومخلوق حباه الله بكل الجمال والعفه والصق فيه طيب الصفات ومحاسن الخلق وزهد وعفه وامانه لاتضاهى …..فقد انجبت ام برير وكفى …..ولو عقرت النساء بعد برير التوم لما ندمت ولا اصابها الهم والغم …
يابرير اما كان الاجدى ان تقضى هذا الامر نهارا …وترتاح فى مثل هذه الساعه المتأخره واجابته انه كان فى امر آخر يتطلب متابعته يخص علان او فلان او دور ايواء ….تلفونه يعمل وينطلق جرسه ليطالبه الاخرين بفعل او مساعده او ذهاب لمنظمه او اى جهه حكوميه ….يقفل مكتبته وينطلق وهذا عمله الخاص فهو صاحب مكتبه صغيره يديرها بنفسه ….وقد ارهقها بعدم انتظامه فيها وربما اصابها الياس من قله تجديد هوائها وفتح ابوابها بصوره منتظمه ….
لايعرف اقدار الرجال الا الرجال وقصص طويله نعلم عنها وسفر آخر متصل غير منقطع لانعلم عنه شئيا رسمه برير بافضاله وصفاته وخدمته للآخرين ….واحداهن عندما سمعت نبأ اعتقال برير حكت ودمعها يلامس الارض (كنت في السوق معاي بتي وولدي الكلام ده السنة الفاتت اشتري ملابس العيد للأولاد بعد شوية لقيت برير ماسك طفلة عمرها ٤سنوات وولد عمر ٧سنة تقريبا وقف جمبنا وبقي ييختار ويقيس في الملابس بعد شوية اتصل عليهو واحد سأله وين انت قال ليهو انا في البيت لمن اطلع بديك تلفون انا استغربت زول يشتري ملابس ويقول انا في البيت !!
بعد شوية مسك فستان بنات قال لي يا اختنا السمح ده ولا ده قلت ليهو ده مناسب مع عمر البت وجميل ،، طوالي قال لصاحب المحل يلا اشترينا منك لبستين جاملنى في السعر عليك الله صاحب المحل ماقصر معاه .. برير استلم الملابس واتحرك قدام لاحظت كيس الملابس أداهو لامراة فى مقتبل العمر وسلمها الاولاد وقال ليها كل سنة وانت طيبه انشاء الله انا ماشي في زول راجيني وبكره بجي بعيد عليكم في المدرسة سلمها مبلغ بسيط يساعدها فى الوصول الى محل مسكنها وتقريبا ده الفضل ليهو من باقي الملابس طوالي عرفت ان هذه الخاله من اخواتنا النازحات ) واكملت المراه قصتها وقالت (جاتني حاله كده ما عرفت ابكي ولا امشي احضنو امام الناس و
قالت (بعاين ليهو لمن اختفى في زحمة الناس وانا ادعو ليهو ).
نقش مضئ ثابت وسنوات عمر طويله وشمعه لايغيبها الظلام ولايقل ضياءها بفعل تيارات الهواء …تتجدد كل حين ولاتنطفئ …مبادئ وثبات على الطريق وحياة ممتلئه بالايثار والايثار العظيم …وزهد فى نرجسيه النفس والمجموعه وطموح لايغطيه حاجب ولااعتقال …..نظرت اليه فى احدى تجمعات الحزن لاسره فقدت عائلها …تابعته
وكلما ما اناديه للجلوس وتناول اكلا او شربا يشير الى يثلاثيه اصابعه الهرميه دلاله على انه سوف يأتى الى وينضم لاحقا ….ولايحدث لايتكئ ولا يجلس الانادرا ولم اراه جالسا فى فرح او ترح منتظرا خدمه تقدم اليه بل هو من يحمل للاخرين مأكلهم ومشربهم وقضاء حوائجهم ….لست انا من اكتب عن برير ويراودنى الامر منذ سنوات …فهذا الشاب قصه طويله وكتاب مفتوح ابيض يرسم فيه بريشه فنان لوحه عظيمه المعنى ….
لم يكن برير عدوا لاحد الا من يتبنى عداوته لفكره وقناعته ولايهتم كثيرا بما يقوله الاخرين فيه مدحا او ذما والاخيره لم التمسها ابدا فى كل معارفه وايمانه بما يراه يجعله مقتنعا به فهو نقيض لمطيه يطأها الاخرين لامر دنيا عبر التدين وهو يرفض حالة التأسلم المظهرى…ديسمبرى القلب والفؤاد لاينتمى لحزب ولاجماعه الا ايمانه بالثوره وصنع عالم جديد للبسطاء واهل السودان واحلامه بانتهاء الفقر والبؤس والاقتتال ككل شباب الثوره محبا لوطنه وليس كمثله احد … ولا يناصر احدا بظلم قديم او جديد يعامل الجميع بلطف زائد وابتسامه اخذت موضعا دائما فى ذلك الوجه الاسمر الوضئ واصبحته سمته التى تدخل الاطمئنان والمحبه والامتنان الى قلوب الاخرين…
اى احرف يابرير احكيها عنك ولاتكن مبتوره…؟؟
واى كلمات اصف بها انسان يقترب من كمال الصفات واشعر بانها عاجزه عن الوصف ..؟؟
واى وصف ناقص ينتنهى بقصور كبير عندما اتحدث عن مثلك …؟؟
اى انسان انت ومن اى طينه طيبه قدمت ياحبيبى ؟؟
لا اعتقال ولاموت ولاتعذيب يملأ حريتك وحياتك وراحتك …..لاشئ البته يابرير التوم ….
لاشئ البته بابرير التوم . !!
الحريه لك ولكل الشرفاء
ويقينا سوف تكون حرا قريبا
فالرب …..يتابعك ويرعاك وسوف يحميك من كل شر
وكم وجدتك ايها القلم عاجزا ومقهور وناقصا امام برير وفضائله …اسأل الله ان يردك الى اهلك سليما معافى …
✍🏻د.احمدون
[ad_2]
Source
