[ad_1]

التفاوض لا يعني الاستسلام
محمد ضياء الدين
▪️آن أوان وضع حد ينهي الحرب ويحقق السلام الشامل العادل .
▪️لا أحد(عاقل) يريد الحرب من أجل الحرب.
بعد أن تجاوزت الحرب عامها الأول، وبعد كل ما خلفته من نزوج ولجوء ودمار شامل على كافة المستويات وعلى نطاق واسع، حتماً ستمتد نتائج الحرب المدمرة لفترات زمنية طويلة، خاصة ما يترتب عليها من آثار اجتماعية ونفسية باعتبارها الأكثر خطورة من آثار تدمير البنية التحتية، كما ومن نافلة القول التأكيد بأن استمرار الحرب سيقود بلا شك إلى تهديد وحدة وسيادة السودان .
عليه وبالنتيجة، من المؤكد ليس من مصلحة لأهل السودان في استمرار هذه الحرب اللعينة، وبالضرورة لا أحد (عاقل) يريد الحرب من أجل الحرب.
إذن ماذا ننتظر لنحقق السلام !!!
الواجب أن نستبق الزمن، آن الأوان لعمل وطني جاد بحجم المسؤولية الوطنية والمخاطر التي تعترض سبل إنهاء الحرب وتحقيق السلام.
التاريخ يقول أن جميع الحروب انتهت بالاتفاق، فهل نحن في السودان نمثل الاستثناء !! وإلى متى نحترب !! هل سنضطر أن نقبل السلام المفروض بشروطه (الدولية) بعد فوات الأوان وخراب السودان!! هل سنقبل السلام كما قبله “الخميني” مضطراً بعد حربه مع العراق التي دامت ثماني سنوات!! حينها كانت الدعاية الإيرانية تدعو لمواصلة الحرب تحت شعار (الحرب الحرب لإزالة الفتنة من العالم) ثم سجل التاريخ مقولة “الخميني” الشهيرة *(ويل لي، أنّي أتجرع كأس السم، كم أشعربالخجل)*.
كانت ولا تزال هذه المقولة التي جاءت بعد قبوله بقرار مجلس الأمن رقم “598” الذي أنهى الحرب العراقية/الإيرانية، لا تزال تعبر تعبيراً عميقاً عن ما يختزنه ضمير المتألمين لحظة الفجيعة والهزيمة والتأخر في اتخاذ القرار الصحيح في الزمان الصحيح .
على الأقل “الخميني” شعر بالخجل، فمن يشعر حينها بالخجل!!
هل كتب على الشعب السوداني الانتظار كل تلك السنوات ليتوصل إلى ذات ما توصل إليه “الخميني”، وكم ستكون التكلفة حينها !!!
على وجه السرعة ..يجب
أن تكون معركتنا الحقيقية، هي كيف نحيي الأمل في النفوس بإنهاء الحرب ووقف الموت والدمار، ذلك بالشروع الفوري في دفع المتحاربين نحو طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة. فالتفاوض يا سادتي لا يعني الاستسلام أبداً، بل هو الشجاعة بعينها، وهو الكفيل بمنع بلادنا من الانتحار والإنزلاق إلى المتاهات الأسوأ، فالسلام دائماً يصنعه الشجعان الذين يتفاوضون بصدق وبدون ضغوط وإملاءات، وتكون أعينهم مفتوحة على مصالح الشعب وعلى المخططات التي تتعارض مع مصالح البلاد والعباد.
بكل الصدق علينا كسودانيين أن نتجاوز الصعوبات النفسية والعملية التي تدفع بعدم الرغبة في المفاوضات، فالواجب الوطني والإنسانى والديني يفرض على الكل، العمل والدفع لتحقيق السلام وإنهاء الحرب ومعالجة مسبباتها بتشكيل أوسع جبهة لإيقاف الحرب، ومن ثم ابتدار عملية سياسية تستكمل متطلبات التحول الديمقراطي بقيام نظام سياسي مدني ديمقراطي يقوم على التعددية السياسية ويحترم حقوق المواطنة على قواعد العدالة والمساواة الاجتماعية.
هنا.. لا بد لي من الإشادة بمبادرة بعض الصحفيين من المحسوبين على الحركة الإسلامية والنظام السابق، وهي مبادرة تدعو إلى التفاوض وصولاً إلى وقف إطلاق نار دائم يؤسس لمرحلة انتقالية، رغم التحفظ على بعض ما جاء في المبادرة، لكنها بالتأكيد خطوة إيجابية وشجاعة فى الاتجاه الصحيح، حتى لو كانت لها مستهدفات أخرى غير معلنة (لا يهم)، فلتكن مبادرة فلول وكيزان (أيضا لا يهم). يجب أن نعمل بطريقة أفضل من أجل السلام وإنهاء الحرب، على الأقل يجب أن لا نعرقل مساعي السلام فقط لأنها تأتي من الطرف الآخر.
أيها السادة
السلام هو أن لا تحارب من يريد السلام .أصنعوا السلام وليس الحرب.
اللهم أحفظ بلادنا من كل شر، وأدم علينا نعمة الأمن والأمان.
أمدرمان 24 مايو 2024م
[ad_2]
Source by حزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل


