[ad_1]
الدقسة
بقلم: لام دينق نوت شول
لقد آلمنا وأحزننا أن نرى مؤخراً تداول صور حساسة تُظهر بعض تفاصيل الحماية الأمنية لشخصيات رفيعة في الدولة، ومن بينها معدات خاصة يُفترض أن تبقى بعيداً عن أعين الكاميرات والعدسات. إن هذا الأمر ليس مجرد خطأ عابر يمكن تجاوزه، بل هو تقصير خطير يستحق العتاب واللوم، لأنه يكشف أسراراً لا يجوز أن تُعرض في العلن مهما كانت الظروف.
أيها المواطنون الكرام، وأيها الإعلاميون على وجه الخصوص:
حينما تُنشر مثل هذه الصور، فإننا لا نضر بشخص واحد فقط، بل نعرض رمزية الدولة وسيادتها لخطر جسيم. الخصم لا يحتاج إلى كثير من الجهد لاختراق أسرارنا، بل يكفيه أن يتابع ما ننشره نحن بأيدينا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل.
نلوم على الطواقم الأمنية التي سمحت بأن تُلتقط صور كهذه في العلن. كان الأجدر بهم أن يدركوا أن كل جهاز، كل حركة، كل تفصيل، قد يتحول إلى ثغرة يستغلها العدو.
نلوم على الإعلاميين الذين ركضوا وراء السبق الصحفي دون وعي بخطورة ما ينشرون. ليس كل صورة تستحق أن تتحول إلى خبر، خاصة إذا كانت تهدد حياة مسؤول، أو تكشف أسرار دولة.
نلوم على من يتداولون هذه الصور بلا تفكير، وكأنها مادة للتعليق، غير مدركين أن ما يتداولونه قد يُترجم عند الخصوم إلى خطط استهداف حقيقية.
أيها الشعب العزيز: حماية القادة ليست مسؤولية الحرس فقط، بل هي مسؤوليتنا جميعاً. فالقائد رمز للدولة، وإذا أصابه مكروه، فإن الضرر لن يقع عليه وحده، بل على مؤسسات الدولة كلها.
علينا أن نفهم أن:
الصورة قد تكون أخطر من الرصاصة.
المعلومة قد تهدم ما تبنيه الجيوش.
الإعلام الواعي شريك في الأمن القومي، لا خصم له.
اخر القول
إننا نُعاتب لنُصحّي الضمير، ونلوم لنُصلح المسار، ونكتب لنرفع مستوى الوعي. فالدولة لا تُحفظ بقوة السلاح وحده، بل بحكمة إدارة المعلومة، ووعي المواطن، وحرص الإعلام.
إن ما نرجوه اليوم أن نتعلم الدرس، وأن نتعامل مع أسرارنا بحذر، ومع صورنا بعقل، ومع إعلامنا بمسؤولية، لأن الوطن لا يحتمل التهاون.
تحياتي
لام دينق نوت شول جنوبي مرضان بالشمال
[ad_2]
Source


