[ad_1]
أفق بعيد – فيصل محمد صالح
من أين جاء هؤلاء..؟
#جريدة_ديسمبر
تعامل كثير من الناس مع حادثة تصفية أحد المدنيين على يد أحد أفراد الدعم السريع وكأنها حادثة معزولة. اشترك في ذلك كثير ممن أدانوها
، أو شككوا فيها، أو قاموا بنفيها أو نفي انتماء فاعلها للدعم السريع.
الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها أن هذا السلوك دائم ومتكرر في مناطق كثيرة من السودان، ويحدث مع المدنيين ومع الأسرى العزّل بعد اعتقالهم وحجزهم مكتوفي الأيدي. قبل فترة قصيرة ظهرت فديوهات لأسرى في منطقة أم صميمة جالسين على الأرض وأحد قادة الدعم السريع يتحدث معهم، ثم يخرج مسدسه ويطلق النار عليهم جميعاً. وقعت حادثة مماثلة في منطقة الصالحة قبيل انسحاب قوات الدعم السريع، حيث جرت تصفية عشرات الأسرى بدم بارد، واعترف الفاعل بفعلته في تسجيل مصور توعد فيه بتكرار عمليات التصفية. لم تتم محاسبة أو محاكمة أحد، بل لم يتم حتى إصدار بيان ما، وكأنه أمر عادي لا يشكل إزعاجاً لأحد.
الحقيقة التي لا يجب إغماض العين عنها أن طبيعة تشكيل الدعم السريع تضم إلى جانب قواتها النظامية، مجموعة من عصابات متفرقة تبحث عن الغنائم وتتعامل مع حياة البشر باستهانة واستهتار لا حدّ له، وطالما ضمتها قوات الدعم السريع لها فهي مسؤولة عنها وتتحمل وزر جرائمها، ويجب أن تحاسب عليها.
هناك بالتأكيد جرائم مماثلة ترتكبها مجموعات من الجيش والقوات المتحالفة معه، من أكلة الأكباد لمحترفي النحر وقطع الرقاب للتصفية في الشارع وسط التهليل والتكبير.
نحن في حاجة لمواجهة أنفسنا بالحقائق المجردة، من فعلوا ذلك هم منا، خرجوا من بيننا، وتربوا في وسطنا، لم يأتوا من الخارج، ولم يتم تصديرهم من أرض الشتات، وعلينا أن نعيد دراسة أنفسنا لنعرف كيف وصلت الشخصية السودانية لهذا المستوى من التوحش ومفارقة القيم الإنسانية الأساسية.
[ad_2]
Source


