[ad_1]

كلمة الهدف
اليوم العالمي للاجئين
ثم ماذا بعد الاحتفالات وإلقاء الكلمات؟
مر بالأمس مرور الكرام اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف 20 يونيو من كل عام، والذي اتخذته الأمم المتحدة يوما للتضامن مع اللاجئين .
جاءت بالأمس كلمة الأمين العام للأمم المتحدة معبرة عن تضامنه مع من أُجبروا على الفرار من بلادهم بسبب المهددات على أمنهم وحيواتهم، وضرورة الالتزام بإيجاد حلول لمحنتهم، وبتأكيده على إبقاء أبوابنا مفتوحة للتأمل في التحديات التي يواجهونها.
تظل كلمة الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء الدول في أوروبا وأمريكا الذين أظهروا اهتماما إعلاميا بيوم اللاجئين، مجرد كلمات لتطييب خواطر من تسد في وجوههم كل الأبواب الرسمية فيضطرون لركوب الصعاب، سواء بركوب البحر أو قطع الصحاري أو شق الوديان والغابات، وربما تسلق الجبال والأسوار العازلة، لتتلقفهم حيتان الماء أو ينال منه العطش في مفازات الصحاري الحارقة أو قطاع الطرق أو ينال ما في حوزتهم سماسرة الأزمات والتهريب.
في الأوراق الرسمية، وعلى لسان الخطباء، مكتوب أو مسموع أن للاجئ الحق في الحماية من الإعادة القسرية إلى الموطن الذي غادره، بسبب الظروف القاهرة، حسب قوانين الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والعدلية، لكنا نحس، ونشاهد ونسمع عن دول تتلقى المساعدات بملايين الدولارات، وبآلاف الأطنان، لدعم اللاجئين وتحسين أحوالهم، و عوضا عن ذلك تقوم بعزلهم أو بحبسهم وحرمانهم ألف باء تاء ثاء الحياة الطبيعية، تمهيدا لإعادتهم لمناطق القت-ال والكوارث أمام نظر العالم، ولا من يحرك ساكن بالفعل.
بعض بلدان ٱوربا التي ترفض استقبال اللاجئين الفارين من الحروب والقهر الاستبداد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، تدفع ملايين الدولارات لبعض المسؤولين في حكومات العالم الثالث التي تمارس على شعوبها أقسى صنوف القهر ومصادرة الحريات وسلب الحقوق الثقافية والاجتماعية، من أجل نشر أرتال من جيوشها على الحدود لإيقاف المهاجرين والنازحين كرها، وبعضها يدفع لعصابات ومليشيات وجماعات الجريمة المنظمة، كمصفاة لفلترة العابرين، تجند من تشاء و تحبس وتق-تل وتنهب بل وتتاجر في الأعضاء البشرية لمن تشاء منهم حتى لا يصلوا لسواحلها بمثلما يحدث الآن في شرق المتوسط وفي ليبيا وتونس وإثيوبيا وغيرها.
إن إعلان التضامن في يوم اللاجئين يجب أن يتحول من مجرد ذكرى عابرة، للتذكير بحقوق اللاجئ ومعاناتهم ، إلى موقف دولي فعلي، يبسط الرعاية الدولية لللاجئين ويضغط على الدول التي تسخر إمكاناتها لصد اللاجئ والتعامل معه بشكل يليق بإنسانيته وكرامته وتفهم للأسباب القاهرة التي تدفع الإنسان إلى مفارقة مسقط رأسه وموطن الصبى والأهل والعشيرة ومحيطه الاجتماعي والثقافي.
في اليوم العالمي للاجئين على الأمم المتحدة أن تحرك مفوضياتها لتكون أكثر التصاقا باللاجئين وأكثر قربا من مشاكلهم في دول اللجوء وأن لاتكتفي بتسليمهم كرت الإقامة الذي لا تعتبره بعض الدول كافي لتوفير الحماية اللازمة له من الترحيل القسري أو السجن والرعاية .
إن إعادة اللاجئين إلى دولهم بشكل قسري وإذلالهم بالحملات الأمنية المهينة وترحيلهم وتأخير تسليمهم أوراق الإقامة وبطاقات الهوية فيه تجاوز للقوانين الدولية.لذلك يحتاج اللاجئين لفعل يليق بمحنتهم ومعاناتهم، أكثر من يوم للاحتفال وأكثر من كلمات مختارة بعناية من الأمين العام للأمم المتحدة الذي لم يعرب، هذه المرة حتى عن قلقه مما يحدث للاجئين من دول العالم الثالث إضافة إلى المنظمات الحقوقية والعدلية الوطنية والإقليمية، والقوى الحية على نطاق المعمورة.
حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
2024/6/21م
[ad_2]
Source by حزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل


