[ad_1]
تعليقا على تساؤل معمر موسى عن (تلبط) الزنوجوية الجديدة ونظرية التحليل الثقافي بالتيار الأفروعمومي
في السنوات الأخيرة، برز خطاب ثقافي وسياسي في السودان، يدّعي الانتماء إلى تيار البان أفريكانيزم (الافروعمومية) ، بس الخطاب دا بيقدم في جوهرو رؤى مغايرة للتيار التحرري دا ، البوست دا ححاول اناقش فيهو إشكالية ادعاء منظري الزنوجوية الجديدة ونظرية التحليل الثقافي تمثيلهم للتيار الافروعومي ، مع تحليل للأبعاد السياسية والفكرية للظاهرة دي .
الافروعمومية فكرة تحررية ما عرقية، وزي ما عرِّفها كبار اباءها من نكروما وسانكارا ولومومبا ، فهي حركة تحررية تركز على التضامن بين شعوب أفريقيا بغض النظر عن الانتماءات العرقية أو الدينية، عشان كدا ما بتتصنف كحركة عنصرية مضادة، بل مشروع سياسي وفكري يهدف إلى مواجهة الاستعمار والهيمنة الغربية، وبناء وحدة أفريقية قائمة على العدالة والتحرر الاقتصادي والثقافي، حتى في قادة غير أفارقة زي جمال عبد الناصر ومعمر القذافي، يعتبروا جزء من هذا التيار بسبب مواقفهم المناهضة للاستعمار والداعمة لوحدة الشعوب الأفريقية.
ولتحليل علاقة الزنوجية الجديدة بالافروعمومية ، لابد من استعراض تصورات الزنوجوية والتي يمثلها في السودان فكر ابكر ادم اسماعيل عبر نظرية المركز والهامش (طبعا الهامش الثقافي والعرقي لا الجغرافي) والتحليل الثقافي لمحمد جلال هاشم ، بينما نشأت الفكرة الافروعمومية اساسا كرد فعل على عنصرية الاستعمار، وما هو رائج اليوم من فكر المركز والهامش أو التحليل الثقافي في سياق سوداني كتعبير عن الافروعمومية ، حوّل الفكرة لأداة خلق صراعات هوياتية داخلية، بدلاً من مواجهة المركزية الغربية ، فأصبح الخطاب موجهاً ضد الآخر المحلي (العربي أو الإسلامي)، ما يشكل خدمة للأجندات الاستعمارية الجديدة والتي تهدف لتفتيت المجتمعات وتسهيل الهيمنة عليها.
عليه ف توظيف الخطاب الثقافي لأغراض سياسية غير تحررية
يظهر بشكل واضح في حالة السودان، ف مفكرين مثل أبكر آدم إسماعيل ومحمد جلال هاشم قدموا خطاب ثقافي يرفع شعارات الافروعمومية بينما يخدم في الواقع مشاريع سياسية ايديولوجية أو انفصالية، والإشكالية الأكبر هي تحوّل بعض الحركات التي بدأت بشعارات تحررية (مثل حركة جون قرنق) إلى التحالف مع القوى الغربية والمنظمات المسيحية السياسية، مما يفقدها الشرعية الثورية التي ادعتها ويبعدها عن الجذور الافروعمومية التي نادى بها منظريها الاوائل في انانيا 1 والتي ترى في الشمال استعمارا واجب التحرر منه .
ف الفرق الجوهري بين الافروعمومية الأصيلة وهذه التيارات التي تدعى التعبير عنها هو ان الافروعمومية تاريخياً مشروع تحرري يعترف بالتعددية ويسعى لوحدة الشعوب، بينما يختزل الخطاب الثقافي المُوظّف أفريقيا في هوية عرقية ضيقة ويحوّل التعدد إلى مدخل للصراع،. وكثير من التيارات دي بتحظى بدعم مالي وإعلامي من مؤسسات غربية تروّج لخطاب الهوية والاختلاف كوسيلة لإضعاف الدول والمجتمعات في العالم الثالث والدول الافريقية ، وهذا لا يخدم التحرر الحقيقي، بل يعيد إنتاج الهيمنة تحت شعارات ثقافية زائفة .
لذلك ف الافروعمومية ليست مجرد شعارات ثقافية أو عرقية، بل هي مشروع تحرري يجب أن يعود إلى جذوره، وأي محاولة لاختطاف الإرث دا وتحويلو لأدوات تفتيت يجب أن تواجه بنقد فكري وسياسي حاد، لان الشعوب الأفريقية بما فيها الشعوب السودانية، في حاجة إلى وحدة تقاوم الهيمنة الجديدة، لا لخطابات ثقافية تكرس للانقسام والشقاق والتشظي، لان ذلك يشكل خيانة للارث الافروعمومي الذي ولد في ظروف الاستعمار وترعرع في ظل الثنائية القطبية والصراع الرأسمالي الاشتراكي ويعيش الان في ظل هيمنة مطلقة للقطب الغربي والولايات المتحدة.
يوسف عمارة أبوسن
٢٢ أغسطس ٢٠٢٥
[ad_2]
Source


