[ad_1]
أهداني الأستاذ الشفيف معتصم فضل، مدير عام الإذاعة القومية، قبل أعوام، مذياعاً صغيراً.
كانت الهدية عقب استضافتي والزميل الأستاذ مصطفى أبو العزائم في برنامج (فترة المنوعات)، الذي كان يقدمه بصوت رخيم وحضور آسر المذيع المبدع طارق كبلو.
تلقيت المذياع بفرح غامر؛ إذ لا أذكر متى امتلكت آخر جهاز راديو.
ولعل للراديو مذاقاً خاصاً، يختلف تماماً عن بث السيارة أو تطبيقات الهاتف.
فهناك، في الأثير، سرّ دفين لا يكتمل إلا حين يوضع المذياع على طاولة خشبية صغيرة بجوار السرير، أو عنقريب في ليلة قمرية، داخل حوش وسيع تحرسه نجوم السماء المفتوحة من فوق، وتنعشه الأرض المبتلة برذاذ خرطوش المياه من تحت.
حيث يخاصمك الغطاء مع نسمات الليل، وتصل إلى مسامعك من وراء الأسوار أصوات حنين إناث الضفادع إلى ذكور لا تُخيب النداء.
ومن بين موجات ذلك المذياع يخرج الصوت العذب – غير المحظوظ – للفنان الراحل المقيم أحمد شاويش، يسكب شجنه في حنجرة مترعة بالحنين والجمال:
بتذكرك
وقت الكلام يصبح صعب
والليل يودّر في النعاس
وقت النجم يتلألأ
زي عقدٍ بيضوي عليهو ماس…
وأنا في المدائن الضايعة
ضايع لي زمن…
وغريب عيون…
سرحان على الأرض الغريبة
وبسأل الشوق عن وطن.
[ad_2]
Source


