السودان، وتطورات المرحلة “الأزمة، والحلول”، حواري مع مجلة MIDI الفرنسية
1️⃣ “الألغام لا تختار أهدافها ولكن الأهداف هي من يختار”، قاعدة عسكرية يعرفها الجنود قبل القادة في الميدان، ويستخدمها الساسة عندما يعزمون أمرهم على ضرب النسيج الوطني لدولة ما تمهيداً لوأدها، وتتجادل في صحتها الشعوب عندما ترغمها الأنظمة المهترئة على تقبل ما لا تريد، بتلك الكلمات الموجزة بدأت حديثي مع صحيفة “MIDI”،مساحتي المفضلة للتعبير عن الأراء بحرية مطلقة دون مواربة، وبعيداً عن مقص الرقابة الصحفية التي وسم بها إعلامنا #العربي .
2️⃣ ما مر به #السودان سابقاً وما يمر به السودان اليوم ما هو إلا ثورة لتصحيح المسار، وإختيار القادة، وإعادة بناء الدولة الوطنية، وفقاً لما يرتضيه المكون الشعبي السوداني، وهذا ديدن التاريخ عندما تحين فرصة التغيير تتصاعد التضحيات، ويقوى منسوب الغربلة لينتصر بعدها #الوطن .
3️⃣ عندما عزمت حكومة الإنقاذ أمرها على تكوين مليشيات لمواجهة التمرد في دارفور لم تكن الأطراف الدولية غائبة عما يحدث، ومنذ ذلك الوقت بدأت بإخراج الفصل الأول من سيناريو ضرب الدولة الوطنية السودانية من الداخل، وخلق شعور “خاص” داخل المؤسسة العسكرية السودانية لا يفهم منه إلا الإستنقاص من دور تلك المؤسسة العريقة عندما بدأت تعتمد على مليشيا #الدعم_السريع في إيقاف #الهجرة غير الشرعية لأوروبا، ناهيك عن التعاملات الغير قانونية التي جمعت قادة المليشيا مع تلك الأطراف، والتي لم تكن بعيده عن أعين الأجهزة الأمنية السودانية ولكنها كانت بعيده عن الحسبان السياسي والوطني للمؤسسة الرئاسية السودانية، وبعد سقوط الإنقاذ مهدت ذات الأطراف الطريق لحميدتي ووفرت له كافة الأسباب للتمرد على الدولة الوطنية وإسقاطها، بإعتباره اللغم الذي ستنتهي على أثره الدولة السودانية لأنها “الهدف”.
4️⃣ تصريحات #واشنطن في الأمم المتحدة بخصوص السودان مؤخراً ليست ذات موضوع، تماماً كالعقوبات التي فرضتها على رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح #البرهان ، فإستمرار حالة الإرتباك الأمريكي التي تحاول واشنطن أن تخفيها ما هي إلا تأكيد لحالة المراوغة السياسية التي تحيط بالدبلوماسية الأمريكية في السودان والتي يبدو أنها لن تنتهي إلا بحسم عسكري قاصم تنتهي فصوله في أقصى نقطة لإقليم #دارفور ،خاصة أن أدواته متاحة للتنفيذ، ناهيك عن الإنهزام النفسي والروح العقائدية والحس الوطني الذي يفتقر إليه المكون البشري للمليشيا، وهذه فرصة الجيش السوداني لإعادة صياغة قواعد اللعبة الدولية التي يرادُ لها أن تبدأ من السودان.
5️⃣ إدراك الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة السودانية وعلى رأسهم واشنطن بإستحالة هزيمة #الجيش_السوداني وقدرة المؤسسة العسكرية السودانية على إستعادة مسار الدفة الوطنية لصالحها إنعكس ذلك على دور بعض الأطراف الإقليمية “كينيا” التي كانت حتى عهد قريب محطة للحشد المعنوي والدعم السياسي الذي تفتقر إليه مليشيا الدعم السريع في محيطها الإفريقي.
6️⃣ إعلان نيروبي مؤخراً عدم إعترافها بحكومة تشكلها مليشيا الدعم السريع فهذا متوقع بعد إعتراف واشنطن ضمنياً ببدء إنتهاء فصول النزهة العسكرية التي أرادوا إعادة ملامحها وتكرار ظروفها في الخرطوم بعد نجاحها في #بغداد عام 2003، وفي حديث سابق لنا أكدنا أن إدارة الرئيس “وليم روتو” إن لم تكن مُدركة لعواقب ما ستقدم عليه فهناك مؤسسات كينية مدركه للنتائج المترتبة بقبول حكومة مليشيا على مرمى حجر منها، تماماً كإدراكها للتقاطعات التي حالت بينها وبين جوارها الإقليمي، فنيروبي تدرك قدرة الخرطوم على إحباط كافة الترتيبات الأمنية التي تقوم بها للحصول على دعم الزعماء التقليدين في “Rift Valley”، فالعلاقات السودانية الكينية منذ حقبة التسعينات قائمة على ردود أفعال بدءاً من انخراط نيروبي في حرب الجنوب مروراً بتفجير السفارة الأمريكية في نيروبي ودار السلام وما أعقب ذلك من تجاذبات فرضتها الخرطوم وأدركتها نيروبي.
7️⃣ التحدي الأكبر الذي يواجه الأطراف المحايدة أو تلك المنخرطة سلباً في الأزمة السودانية هو الكيفية التي سيتم فيها رسم العلاقات الثنائية بين سودان ما بعد الحرب وتلك الاطراف، والألية التي ستعتمدها الخرطوم لتنفيذ ذلك مع الأخذ بالإعتبار تأثير المكون الشعبي السوداني في القرار السياسي والذي سيتضاعف دوره في سودان ما بعد الحرب، بعد أن فرض ذلك المكون نفسه كواحد من أهم أسباب إستعادة الدولة، ويبقى السؤال هنا هل ستدرك كافة الأطراف الدولية والإقليمية مستوى الفكر الجمعي السوداني الذي صقلته تجربة الحرب وأعادت بلورة رؤيته لسودان المستقبل؟
#جيش_واحد_شعب_واحد #تشاد #الدعم_السريع_منظمة_ارهابية #ليبيا #السودان_ينتصر #السعودية #أمينة_العريمي #الامارات #الإمارات_اليوم #الكويت #البحر_الأحمر #موريتانيا #الجزائر #المغرب #الخليج_العربي #قطر #اليمن
Source by Dr.Ameena Alarimi