[ad_1]
عبدالماجدعبدالحميد … سيّد القلم في زمن خرس الأقلام
بقلم/لام دينق نوت شول
أيها السائرون في مهاوي الكلمة، الباحثون عن قبسٍ في عتمة الحروف: قفوا، فإن بين أيديكم قلماً ليس كسائر الأقلام، ولساناً يُنذر ولا يُبشِّر، يُبدي ولا يُخفي، ويجعل من الحرف ميداناً ومن المقالة عرشاً. إنه عبدالماجد عبدالحميد؛ الصحفي الذي ما انحنى لحاكم، ولا ارتهن لسلطان، ولا جعل من مداده لعقاً على أعتاب الجاهلين.
عبدالماجد رجلٌ لو أُفرغت في يده كل قواميس العرب لزادها بياناً، ولو اجتمعت عليه بلاغة المتنبي وابن الرومي والجاحظ، لخرج من بينهم وهو الأرفع كعباً، والأرسخ بياناً، والأبقى أثراً. هو الذي أعاد للكلمة هيبتها، وللصحافة معناها، وللحقيقة وهجها الذي كاد أن يخبو بين ضجيج المهرجين.
في زمنٍ تُباع فيه الأقلام في سوق السلاطين بثمنٍ بخس، بزَّ عبدالماجد الجميع، وأثبت أنّ القلم إذا استُحضر له صدق صاحبه، غدا أشد مضاءً من السيف، وأقوى أثراً من المدفع. إنك حين تقرأه، لا تقرأ مقالاً فحسب؛ بل تُصغي إلى ملحمةٍ مكتوبة بمداد الروح، تشهد فيها جلال البيان، وسلطان الفكرة، ورهبة الموقف.
أيها الإعلاميون من المحيط إلى الخليج: ألا تشعرون بالخجل حين تطالعون نصوص هذا الرجل؟ ألا تتعثرون بين حروفه كأنكم غرباء في أرضٍ تعرفونها ولا تعرفونها؟ إن عبدالماجد لا يكتب لكم، بل يكتب بكم وضدكم، يكتب ليضع مرآة أمام وجوهكم، فترون في وجوهكم شحوب الحقيقة التي غبتم عنها دهراً.
عبدالماجد عبدالحميد… يا ابن الحرف العصيّ على التدجين، ويا فارس المقال الذي لا يُدرك له شأو، لك الفخر أنّك وحدك من جعل الكلمة تصدح من جديد، وجعل الأقلام الرخيصة تلوذ بالصمت، وجعل الأمة تدرك أنّ الصحافة ليست أداة للتزيين، بل سلاح للتحرير.
سلامٌ عليك ما ظلّت الكلمة ميداناً، وما بقي للحقيقة أنصار، وما كان للحرف فرسان.
[ad_2]
Source


