[ad_1]

حزب المؤتمر السوداني – ولاية الخرطوم
بيان حول تفشي وباء الكوليرا وتواطؤ سلطة الأمر الواقع في الكارثة الصحية
تمر ولاية الخرطوم بأسوأ أزمة صحية في تاريخها الحديث، مع الانتشار السريع لوباء الكوليرا وسط فشل ذريع وتقصير متعمد من سلطة الأمر الواقع، التي ترفض الاعتراف بحجم المأساة، وتغلق الباب في وجه جهود الإغاثة الجادة، وتكتفي بخطاب إنكاري فارغ لا يسمن ولا يغني من جوع.
في وقت يعاني فيه الآلاف من المواطنين من المرض، وفي ظل شبه غياب تام للخدمات الصحية، تستمر السلطة الحاكمة في دفن رأسها في الرمال، متجاهلة دعوات الإنقاذ، ورافضة التعاون مع المنظمات التي عرضت تجهيز مراكز عزل بكامل المعدات والدعم اللوجستي. بل إن وزارة الصحة بالولاية رفضت إنشاء مركز عزل جديد بمستشفى أمدرمان فقط لأنها لا تريد وجود جهة توثق الأعداد الحقيقية للمصابين.
السم الذي يسري في جسد هذا الوطن اليوم هو مشروع العنف والاستبداد الذي تتغذى عليه الحركة الكيزانية الإجرامية، والتي لا ترى في حياة المواطنين أولوية، بل تعتبر المرض فرصة لتصفية خصومها السياسيين وضرب أي فعل شعبي مستقل.
المشهد في مستشفى أمبدة اليوم يُنذر بكارثة إنسانية حقيقية، بعد تكدّس المرضى في ظروف غير صحية، رغم استجابة متأخرة لإسعاف بعض الحالات. وفي مستشفى النو، سُجّل أكثر من 1500 حالة اشتباه خلال أسابيع قليلة، مع ارتفاع معدلات الوفيات، وغياب كامل للإجراءات الوقائية.
وفي الريف الشمالي، حيث يتمدد الصمت والموت معاً، تفشت الكوليرا بصورة مرعبة في عدد من المناطق، ووفقًا لتنسيقية لجان مقاومة الريف الشمالي فإن مستشفى إبراهيم سعيد بالجزيرة اسلانج سجل 65 حالة وفاة و109 إصابات، بينما في مخيم الشيخ الطيب الصيني، هناك 51 حالة إصابة و27 وفاة. هذه الأرقام تمثل فاجعة بكل المقاييس، والمستشفيات هناك تعاني من نقص حاد في الدواء والمستلزمات، فيما يعمل الطاقم الطبي تحت ضغط خانق.
وعوضاً عن الاعتراف بالفشل والبحث عن حلول، جاء أول بيان رسمي من الجهات الصحية دون أن يذكر حتى اسم المرض! في تعتيم مفضوح ومحاولة بائسة للتهرب من المسؤولية.
باتت آلية التعامل مع الأزمات واضحة: المواطنون يسقطون ضحايا، الحكومة تتهرب من المسؤولية، ثم يُترك الحمل كله على المتطوعين، الذين يُشيطنهم النظام لاحقًا. أما الأموال، فهي لا تُصرف إلا لدعم آلة الحرب، لا لإنقاذ حياة الناس.
نؤكد في حزب المؤتمر السوداني – ولاية الخرطوم أن مواجهة هذه الكارثة تستدعي إعلان حالة طوارئ صحية فورية تشمل:
توفير الكلور والمعقمات في كافة مناطق الإصابة.
تشغيل محطات المياه عبر الطاقة الشمسية أو البدائل الممكنة.
إطلاق حملات رش فوري لنواقل المرض في الأسواق والمناطق المكتظة.
تجهيز مراكز العزل بالعدد الكافي من الأسرة والكوادر.
تمكين المنظمات الإنسانية من العمل بحرية وشفافية.
كما ندعو الإعلام الوطني والمستقل لتسليط الضوء على ما يحدث، وكسر صمت التجاهل الرسمي. وندعو قوى المجتمع المدني إلى رفع مستوى الاستجابة والمشاركة في حملات الإغاثة والتوعية.
إننا نحمل سلطة الأمر الواقع المسؤولية الكاملة عن الكارثة الصحية في الخرطوم، ونؤكد أن إنهاء الحرب ووقف القتال فوراً هو الشرط الأساسي لإنقاذ حياة الملايين ووقف الانهيار المتسارع لكل ما تبقى من مؤسسات البلاد.
أمانة الإعلام
27 مايو 2025
[ad_2]
Source by حزب المؤتمر السوداني


