[ad_1]


اللواء يس إبراهيم عبد الغني.. فى رحاب الرحمن
صديق تاور كافي
نعى الناعي قبل أيام اللواء الركن يس إبراهيم عبد الغني، الوالي الأسبق لولاية النيل الأزرق، بعد أن أمضى خمسة عشر شهرا مأسورا لدى قوات الدع-م ال-سريع. فقد تم أسره من منزله صبيحة يوم السبت 15 أبريل، أول أيام ال-حرب العبثية.
منذ أن علمت بأسره قبل بضعة أشهر، بذلت جهدا كبيرا للتواصل مع قيادة الدع-م ال-سريع، للاطمئنان على وجوده و سلامته.. و طلبت أن يحققوا لي اتصال هاتفي معه، و لكن للأسف الشديد لم يتحقق ذلك، حتى بلغني النبأ الفاجعة، برحيله بعد تدهور حالته الصحية في الأسر.
بكل تأكيد فإن قيادة الدع-م ال-سريع تتحمل كامل المسؤولية عن وفاته، أيا كانت الملابسات و الأسباب. فهو قد أسر من منزله، ولم يكن مصابا حينها، وإنما أصيب فيما بعد. وكأسير له كامل الحق في المعاملة الإنسانية الكريمة، والاحترام، والرعاية الطبية، والتواصل مع أسرته إلخ. وهذه مسؤولية الجهة التي أسرته وأبقته طيلة هذه المدة وفي الظروف التي أودت بحياته.
وكون اللواء يس قد أسر من منزله، وهو لواء بالاستخبارات، فهذا يعني بداهة أنه لم يكن على علم (مثله مثل الكثير من زملائه)، بالتفاصيل الدقيقة لما كان يجرى، و تفاجأ ببداية ال-حرب مثله مثل أي مواطن عادي.
تعاملت مع اللواء يس عبد الغني عن قرب خلال الحكومة الانتقالية، حينما كان يشغل منصب والي ولاية النيل الأزرق.. و قد تكررت زياراتي ومتابعاتي لشؤون الولاية حينها، ما أتاح لي فرصة التعرف عليه عن قرب. فهو نموذج نادر للإنسان الخلوق المهذب وافر الأدب و الاحترام مع كل من حوله كبارا وصغارا. هادئ الطبع، شديد السيطرة على انفعالاته.. وهو كذلك نموذج للضابط العسكري المهني المحترف، المقتدر الواثق من قدراته ومقدراته، الواعي برسالته المهنية، بتواضع جم واتزان شخصية فريد.
وهو أيضا نموذج للقائد متكامل القدرات.. في الإدارة والمتابعة و القيادة والتواصل مع الآخرين.
مثله مثل زملائه من القادة العسكريين، الذين وضعتهم الظروف على رأس الولايات، بعد سقوط نظام الحركة الإسلامية، فقد تعرض لضغوط شديدة بسبب المناخ السياسي الذي كان سائدا وقتها.. فكثيرا ما تعرض هؤلاء القادة لتجريح واتهامات جزافية بالولاء للنظام البائد و (الكوزنة) والفساد .. بينما كانوا هم يقومون بواجباتهم كقادة عسكريين ملزمين بتنفيذ تعليمات قيادتهم وتوجيهاتها دون أن يكون لهم رأي فيها، وفقا لنظم وقوانين المؤسسة التي ينتسبون إليها. لقد كان هناك مزاج شعبي عام سالب، ضد كل ما هو عسكري، لم ينجم عن فراغ وإنما بسبب سلوك وممارسات من عرفوا بالمجلس العسكري الانتقالي، ضد الحراك المدني الذى استأنس بالجيش لنصرته، فطعنته قيادته من الخلف.
لقد كان اللواء يس عبد الغني حريصا على الانسجام مع صوت الشارع في الولاية.. وكانت أبواب مكتبه ومنزله مفتوحة للجميع طوال اليوم.. حريصا على التعاون والإنجاز لصالح مواطن النيل الأزرق.. بذل فوق طاقته لتأهيل طريق سنجة- الدمازين الذي يمثل شريان النقل الرئيس للولاية.. و حرص على إنجاز موسم زراعي غير مسبوق الإنتاجية، وكان يقف بنفسه لضمان عدم تسرب حصة مواطن الولاية من المواد الضرورية للسوق السوداء.. و كان مهموما بانتشال مواطن الولاية بمشاريع صغيرة، تحوله لمنتج بدلا من متلقى للإغاثات.. كان مهموما بتحقيق السلام في الولاية.. و هكذا ..
لقد كان كبيرا في نظرته وفي طموحه ومشاعره نحو إنسان النيل الأزرق.
في إحدى زياراتي للولايةو كعادتي دائما أن أعقد لقاءً مفتوحا مع كل ممثلي الفئات الشعبية والرسمية، بشفافية و موضوعية واحترام متبادل بين الجميع. طلبت منه أن يحضر الاجتماع الذي ينعقد في أمانة الحكومة.. بمشاركة ممثلي الحرية والتغيير.. و لجان المقاومة والحركة الشعبية و الإدارة الأهلية.. للاستماع لبعض وتلمس المشاكل وإجتراح الحلول الممكنة.. بروح المسؤولية التشاركية.. لكنه اعتذر بتهذيبه المعهود، قائلا: ربما يؤثر حضوري في صراحة البعض.. لذلك من الأفضل أن يقولوا ما لديهم بحرية. و قد ظل في مكتبه إلى نهاية الاجتماع..
1
[ad_2]
Source by حزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل


