[ad_1]

#القوات_الجوية
لعب سلاح الجو السوداني بقيادة اللواء طيار/ طلال علي الريح، دوراً محورياً وحاسماً في حرب 15 أبريل 2023م، فمن اليوم الأول، عندما شنت قوات الدعم السريع المتمردة، هجوماً مباغتاً على مواقع الجيش في العاصمة الخرطوم وبعض المدن الأخرى، كان سلاح الجو هو الأداة الرئيسية للجيش في رد هذا الهجوم وتغيير موازين القوى.
أظهرت القوات الجوية السودانية قدرتها على التأثير في مجرى العمليات العسكرية، من خلال تنفيذ الضربات الجوية على مواقع العدو.
هذه الضربات أدت إلى تدمير مقرات قيادية ومخازن إمدادات عسكرية وغذائية وشلّت خطط قوات الدعم السريع المتمردة، وسببت حالة من الارتباك والتشتت في صفوفها.
يُعد سلاح الجو من أهم الأسلحة الاستراتيجية في أي جيش حديث، ويمثل الطيارون الحربيون نخبة النخبة في كل جيش وقيمته الحقيقية.
لقد شاع خبر استغناء الجيش عن طيارين حربيين، وهو ما دفعني لكتابة هذا المقال.
فالاستغناء عن هؤلاء الأصول البشرية أو تخفيض عددهم لا يمثل مجرد إجراء روتيني داخل الجيش، بل هو خطأ استراتيجي فادح تظهر آثاره السلبية على المدى القصير والطويل.
إن الخبرة التي يكتسبها الطيار الحربي لا تقدر بثمن ولا يمكن تعويضها بالمال فتدريب طيار حربي مقاتل يكلف الدولة ملايين الدولارات ويستغرق سنوات طويلة ويشمل التدريب مراحل متعددة بدءاً من الأساسيات ومروراً بالتدريب المتقدم على طائرات أسرع من الصوت وصولاً إلى التدريب التكتيكي على مهام قتالية محددة.
خلال هذه الفترة يتلقى الطيار تدريباً على التعامل مع أنظمة الأسلحة المعقدة واتخاذ القرارات تحت الضغط وفهم التكتيكات الجوية المعقدة.
فعندما يتم الاستغناء عن الطيار الحربي وهو في رتبة وسيطة وبعد سنوات من الخدمة ليست طويلة، فإن كل هذا الاستثمار يذهب سدى، إن الأمر أشبه بالتخلي عن قطعة سلاح نادرة تم صنعها خصيصاً لمهام معينة.
تخفيض عدد الطيارين سيؤثر على قدرة الجيش على الحفاظ على جاهزيته واستعداده لمواجهة أي تهديدات محتملة.
بالمقابل يتم التعامل مع الطيارين الحربيين في الجيش الأمريكي كأصول استراتيجية، لا يمكن الاستغناء عنهم.
يُستثمر فيهم مئات الملايين من الدولارات في التدريب والتأهيل وبالتالي فإن خسارتهم تعتبر خسارة فادحة للقوة الجوية.
لهذا السبب، يولي الجيش الأمريكي أهمية قصوى للحفاظ على الطيارين الأكفاء.
فالترقيات والإحالات الروتينية في أي جيش تهدف عادةً إلى تجديد الدماء وتصعيد الكفاءات، لكن الإبقاء على الكوادر المتخصصة والمُدربة مثل الطيارين الحربيين هو الأولوية القصوى.
يبقى التساؤل ؟!
ماهي الأسباب لتبرير خسارة كوادر مُدربة ومُتخصصة كالطيارين الحربيين، والتي يمكن أن يكون لها دور محوري في أي حرب مُستقبلية يتعرض لها السودان.
المستشار/ محمد السر مساعد
[ad_2]
Source


