[ad_1]
(رفيق الضيق).
ضياء الدين بلال
-1-
تذكرته، كلما قرأت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن للــه عبادًا اختصهم بقضاء حوائــج الناس . حببهم إلى الخير وحبب الخير إليهـم أولئــك الآمنون من عذاب اللـه يــوم القيامــــــــــــــــــــــــــــة).
شاب استثنائي بعيد عن الأضواء، وإن كان مستحقاً لها.
الأضواء لا تذهب إلا للأبطال المزيفين، أصحاب المواهب الكاذبة والمزاعم العراض.
الأبطال الحقيقيون يختبئون في الزحام بين البسطاء وغمار الناس، تعرفهم في المواقف وعند الملمات، يفعلون الخير بسلاسة وهدوء كأنهم يتنفسونه.
أفعالهم أعلى صوتاً من كل الناعقين.
-2-
فاجأني (مارك زوكربيرغ) ، مؤسس موقع الفيسبوك، عبر نشراته التي تحمل أخبار مناسبات عضويته، صباح اليوم بعيد ميلاد صديقي وأخي الحبيب مازن بري.
رفيق الضيق) ..هكذا يصف الرائع الصديق محمد عبد القادر حبيبنا مازن بري.
أغلبكم لا يعرف هذا الشاب الشهم النبيل.
مازن هو المدير الفني لمؤسسة “السوداني” ومدير مطبعتها فونت.
مازن ليس من المشاهير ولكن أفعاله تضيء وهو بعيد عن الأضواء.
لأكثر من عشرين عاماً ظل يشرف ويعمل على تصميم وطباعة الصحف.
لا توجد مطبعة صحف سودانية أومعمل تصميم لا يحتاج لذكاء ومقدرات مازن بري.
المدهش أن مازن ليس مهندساً، بل هو خريج صحافة وإعلام ولكن بمثابرته وذكائه وعمله الدؤوب تفوق بصورة مذهلة في مجالي الطباعة والتصميم، يسافر سنوياً للمشاركة في معارض الطباعة العالمية.
😚
تعرفت على مازن في العزيزة صحيفة (الرأي العام) قبل 18 عاماً، عندما كان خاله وأستاذنا محجوب عروة قائد ركبها الميمون.
لن أتحدث عن صفات مازن النادرة في زمن المحقة وشح المروءة وتكاثر أنصاف الرجال وأشباههم.
قلت لعدد من الأصدقاء: (لو دايرين تعرفوا مازن خلونا نتصل عليه الآن، نقول ليه عربيتنا تعطلت ونحن طالعين من الدويم تعال لينا هناك).
مسافة السكة تجد مازن أمامك هاشاً باسماً.
-4-
في كل الظروف الصعبة التي تمر بها الصحيفة مع قطوعات الكهرباء وشبكة الانترنت أو أي حدث عارض، يعيق صدورها، يكون مازن في قمة العطاء بلا كلل أو ملل، فهو بارع في العمل باتقان، في مناطق الضغط العالي وفي ميقات الظروف الحرجة.
منذ أن عرفت مازن وجدته يبذل وقته وصحته في قضاء حوائج الناس.
الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني والبعيد قبل القريب، رجل بلا أعذار، لا يأتي منه إلا الخير صادق وهميم وماهر:
بطانة الخير بشوش وخدوم …
كريماً جود .. وجود أروش خريف الدالي والمزموم …
سريع النهمة مو منكش يكفي الناس عموم وعموم …
-5-
أغلب الشباب في (الرأي العام والسوداني) من صحفيين وعمال وإداريين، حينما يحين ميقات زواجهم، يكون مازن في الموعد وزيرًا غير مكلف، يذهب إليهم أين ما كانوا، في القضارف و المناقل والدويم.
لا يفرق بين عامل ومدير.
يظل بعربته في صحبتهم من الكوفير والاستديو إلى الفندق أو الشقة أو سلم الطائرة.
ذات عام مضى توفى بصورة مفاجئة غفير بالمطبعة، كان الرأي أن يدفن في الخرطوم ويبلغ أهله بالخبر عبر الهاتف.
غضب مازن وكان له قرار آخر.
فوجئ الجميع حينما أحضر مازن عربته، وأصر على نقل الجثمان إلى قرية المرحوم بالقرب من الأبيض.
العامل البسيط ميانق كير، توعك قبل يومين بعد منتصف الليل، لم يجد أحداً يذهب به إلى المستشفى ، فلم يتصل إلا بمازن بري الذي جاء إليه على جناح السرعة وظل معه بالمستشفى إلى الصباح.
كلنا يحتاج مازن في لحظات الضيق وساعة الحرج، ومازن لا يحتاج لأحد.
-6-
يكفي للتعريف بمازن أن سبعة من العاملين في صحف (السوداني والرأي العام واليوم التالي) اختاروا اسم مازن لأبنائهم.
وأنا منذ زواجي اتفقت مع زوجتي على اختيار اسم مازن لأول مولود، وإلى اليوم بناتي (رنا وراما وريل وريان) في انتظار (مزوني) الذي تأخر وصوله.
أقمنا أمس بمكتبي حفل ميلاد مصغر، لحبيبنا مازن، لنقول له شكرًا جميلاً على كل ما ظللت تقدمه لنا.
وشكرًا مارك لقد منحتنا صباح أمس فرصة الاحتفاء بنهر المازن العظيم.
*من الأرشيف.

[ad_2]
Source


