[ad_1]
رانيا الخضر… حين يتحوّل العبث إلى خطاب إعلامي
بقلم: لام دينق نوت شول
في زمن باتت فيه المنابر الإعلامية مرتعًا لمن لا خلاق لهم، تطفو على السطح نماذج مريبة لا تستحق الالتفات، لولا أنّها صارت تشكّل خطرًا حقيقيًا على وعي الشعوب واستقرار الأوطان. ومن بين تلك النماذج، تبرز “رانيا الخضر” بوصفها حالة درامية بامتياز؛ انتقلت من طاولات السهر في كافيهات دبي، ومن تحت أضواء البارات، إلى منصة تدّعي فيها “النضال الإعلامي”، وتلتحف بعباءة “الناشطة” التي لا يعرف أحد لها لا قضية، ولا تاريخًا، ولا حتى مبدأًا.
إن أخطر ما في هذه التحولات الكاريكاتورية، ليس في سذاجتها، بل في أنها تُمرر عبر وسائل الإعلام الجديدة بخفة قاتلة، تستدرج البسطاء إلى متاهة الشك، وتخترق صفوف الوعي الجماهيري بسلاح الشائعة، والتضليل، والمعلومة المفخخة.
رانيا، التي أتقنت يومًا لعبة الاستعراض الجسدي في فضاءات لا تعرف للكرامة معنى، تحاول اليوم أن تتقمّص دور الصحفية، وأن توزع صكوك الحقيقة كأنها قيّمة على ضمير الأمة. آخر ما تفتّقت عنه قريحتها – أو بالأحرى، نزعتها الهدامة – كان ادعاؤها الكاذب باعتقال السيد أحمد هارون، أحد رموز حزب المؤتمر الوطني السوداني، في توقيت بالغ الحساسية، تسعى فيه قوى الشعب السوداني، بكافة أطيافها، إلى التوحد خلف جيشها في معركة وجود لا تحتمل العبث.
أي خبث هذا الذي يسكن عقل من يسعى لبث مثل هذه الأخبار الكاذبة؟! وأي وظيفة تؤديها منابر التواصل حين تتحول إلى أبواق لأصحاب الضجيج، الذين لم يعرفوا يومًا قيمة الكلمة ولا حرمة المعلومة؟!
إن رانيا الخضر – ومن هم على شاكلتها :؛لا ينتمون إلى مدرسة الإعلام، بل إلى مدرسة الابتذال الرقمي، حيث الحقيقة سلعة، والوطن بطاقة عبور، والشهرة هدف مريض. لكنها نسيت، أو تناست، أن الشعب السوداني ليس شعب الأمزجة المتقلبة، بل هو شعب الحِكمة والصبر، شعب يميز بين الحق والباطل، وبين الصوت الحر والصدى المجوف.
ما لم تستوعبه رانيا، أن اللحظة الوطنية السودانية الحالية لا تقبل المساومة، ولا تسمح للطارئين على العمل العام أن يعبثوا بمصير وطن يحترق، وشعب يناضل، وجيش يرسم خارطة الخلاص بدمه. إن معركة الكرامة السودانية لا تسع إلا المخلصين، ولا تفتح أبوابها لمن اعتادوا الرقص على أنقاض الحقيقة.
وختامًا، أقول لرانيا الخضر: الإعلام ليس عدسة جوال، ولا منشورًا مدفوع الأجر، ولا شائعةً يباركها اللاهثون خلف الإثارة. الإعلام، يا سيدتي، مهنة من لا يساوم، ومن لا يخون، ومن لا ينام في حضن الفوضى ويستيقظ في صدر الحقيقة.
أما أنتم، أيها السودانيون، فامضوا في معركتكم الكبرى، ولا تلتفتوا إلى نعيق الغربان. فالشجرة المثمرة، وحدها، تُرمى بالحجارة.
[ad_2]
Source


