[ad_1]
“رحلة قرع الجرس”
Part (1)
إلى أقصى نقطة في الحدود (قرورة)
عقارب الساعة تشير إلى الرابعة عصراً بدأت رحلتنا من مدينة بورتسودان برفقة طيبة وكريمة يقودنا حادي الركب وقائدنا الملهم (الأمين داؤود) مروراً بسواكن وتوقفنا لبعض الوقت لنلقي السلام على مكتبنا هناك، الإستقبال من الشباب وأهل المنطقة يبهح الروح ويرفع المعنويات أخذنا معهم بعض الوقت وإصطحبنا الشاب الهمام رئيس مكتب سواكن في رحلتنا وكانت أولى محطاتنا مقهى ومطعم صغير على طرف الشارع (سيتراب)
تناولنا القهوة وبعض من لبن الإبل بكل ترحاب
من أصحاب المكان لم نمكث طويلاً حتى نواصل مسيرنا، وبعد أقل من( 15) كيلو
إنحرفنا يمينآ عند تقاطع (الزيرو) المؤدي إلى مدينة طوكر،
وعلى مسافة ليست ببعيدة من الطريق العام يوجد مقهى هناك أيضاً يسمى (هلينا) ما أن وطأت قدمانا المكان حتى إستنفر كل الموجودين لخدمتنا وتقديم العصائر والإصرار على تناول العشاء إن دل إنما يدل على الكرم الفياض وسماحة أهل هذا المكان،
وبدأنا رحلة المشوار الطويل قرابة ال( 22)كيلو صوب مرافيت، الطريق لم يكن بذلك السوء نصفه مسفلت والنصف الآخر عبارة عن (ردمية)
السيارات تنهب الطريق وكأنها تبتلعه تحت عجلاتها، بعد مسافة ليست بقصيرةوصلنا منطقة مرافيت وقد أسدل الليل أستاره واستقبلونا مجموعة من المعلمين
عند مدخل القرية ثم توجهنا صوب المدرسة الداخلية (مركز الإمتحانات )
ووجدنا ترحاب كبير من المعلمين والطلاب
وتهللت أساريرهم بقدومنا،
لكننا تفاجأنا بحال يرثى لها، البيئة غير صالحة تماماً للمعيشة ناهيك عن الجلوس لإمتحانات،
أثناء البرنامج وتبادل الكلمات كانت (العقارب) تتحرك بطريقة عجيبة أربكت كل من بالمكان
والغريب في الأمر أن الطلاب
ينامون على فرشات من البلاستيك لا تقيهم حرارة الأرض ولا هوامها، ولا أدري ماذا يلتحفون، أكبرنا فيهم هذا الإصرار
على مواصلة الطريق من أجل إكمال سلمهم التعليمي، والعزيمة الأكبر كانت عند المعلمين
كنت أتفحص وجوههم ونظراتهم رغم هذا البؤس مازالو قابضين على الجمر لتقديم رسالتهم كاملة
لتنال هذه الأجيال حظها من التعليم،
ساهمنا معهم بما نستطيع وغادرنا وفي الحلق غصة،
إتخذنا نفس وجهتنا غير أبهين بوحشة وظلمة الطريق وبعد مسافة ليست بالقصيرة وصلنا منطقة (عرمدي) وجدنا الرجل المعروف( بود الشيخ) حاتم الطائي هذا الشارع ومن؟ لا يعرفه من سالكي هذا الطريق ومعه مجموعة من أهل المنطقة حينها كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة مساءً،
قدمو لنا الماء وهيئو مكان للنوم (سراير على الهواء الطلق) وقبل أن نأخذ قسط من الراحة قدمو لنا العشاء كان معد مسبقاً لعلمهم بحضورنا، بعد تناول طعامنا اتجه كل منا إلى مكان نومه،
استيقظنا صبيحة اليوم الثاني باكرآ شربنا شاي الصباح على عجل وتحركنا صوب مقصدنا
يتبع….




[ad_2]
Source


