لوثت الإنقاذ، وقبلها حكومة نميري، الوعي العام بمثاليات زائفة وخطابات منفصلة عن الواقع.
نحن دولة صغيرة وفقيرة، تواجه تحديات داخلية معقدة، ومع ذلك لا نكفّ عن التصرف كأننا قوة عظمى. هذا الغباء السياسي لا يقود إلا إلى صراعات نحن في غنى عنها.
العالم اليوم تهيمن عليه قوى كبرى تحتكر أدوات العنف والمال والقرار السياسي الدولي.
واجبنا أن نتفهم هذه الحقيقة، وأن نبني سياساتنا الخارجية بناءً على إدراكنا لموازين القوى، لا على الأوهام والشعارات.
لماذا يبدو استيعاب هذا المبدأ البسيط أمراً صعباً في هذا البلد؟
لماذا يظن كثير من الحمقى أن موقف الإمارات مما يجري في السودان معزول عن المواقف الأميركية والبريطانية والأوروبية؟
لماذا يعجز كثيرون عن فهم أن شعارات مثل “الكرامة الوطنية” تصلح فقط لتعبئة الجماهير، لكنها ليست خطاباً واقعياً ولا أداة فعالة في السياسة الخارجية؟
الاستمرار في هذا النهج لن يؤدي إلا إلى مزيد من العزلة والخسائر.
#السودان
Source by عبدالرحمن عمسيب