[ad_1]

كلمة الهدف
في ذكرى الرّسول العربي (صلى الله عليه وسلم):
الدّلالات والمعاني في ذكرى سر الليالي
إنّ احتفال العرب والمسلمين ومحبيهم بذكرى مولد الرّسول محمد صلى الله عليه وسلّم وحياته، يجب أن (لا يُنظر إليها كصورة رائعة من الخارج، نعجب بها ونقدّسها، بل حقيقٌ بنا وواجب علينا أن نبدأ بالنّظر إليها من الدّاخل، لنحياها) شعباً، أفراداً وجماعات، مجتمعات وأسر، وقوى حية، بما نستطيع، (ولو بنسبة الحصاة إلى الجبل أو القطرة إلى البحر) بالتمثل والمشاركة والمعاناة والتّجربة والفعل والصدق مع النّفس ومع الآخرين عصباً يشد المعاملات.
إذ الخشية، كل الخشية، أن يكون التعظيم العامي للرّسول الكريم تعبير عن القصور والعجز أكثر منه تقديراً للعظمة، لأن التّقدير الحقيقي لبطولة الرّسول صلى الله عليه وسلم وإنسانيته، ولسيرة حياته وتمثُّلها في حياتنا المعاصرة، يكون بالمشاركة فيها وبتحقيق قدر من تفاصيلها بأي درجة من الدرجات، لأنها كانت تعبيرا عن حقيقة وحياة أمة بأبرز سماتها الإنسانية، تلخّصت في الماضي، في حياته، واليوم يجب أن تجسّد الأمة العربية والمجتمعات الإسلامية وتتمثّل حياة بطلها العظيم في حياتها.
فالإسلام منذ بداياته حمل القيم الإنسانية الخالدة والمطلقة التي كانت الجزيرة العربية ميدانها ومجالها الحيوي إلى كل البشرية، أفصح بأبلغ الكلمات والمعاني عن نزوع العرب، الذين كانوا مادته، إلى حياة الخلود والشمول، بعد تجارب هائلة عاشوها بالآلام والمعاناة الفكرية والنفسية، ونرى أنها تتكرر اليوم في حياتنا المعاصرة في أكثر من ساحة وفي أكثر من مكان، فما أحراها أن تبعث فيهم وفي عامة المسلمين والبشرية، ثورة فكرية ونفسية واجتماعية وثقافية كتلك التي حملوا لوائها في فجر الإسلام الأغر، والله والتّاريخ والحق معهم.
إنّ الاحتفال بذكرى مولِد النّبي محمد هذا العام، يأتي وبلادنا السُّودان، والعديد من أقطار العروبة، خاصة فلس-طين، أولى القبلتين وأرض المعراج وعرس الشّهادة، تعاني صور من العدوان والظُلم والاعتداءات التوسعية، التي تستهدف عقيدتهم وأرضهم وخيراتها ودورهم الحضاري والرسالي، لم تألفه البشرية من قبل، كشف بجلاء التحالف والتنسيق وتكامل الأدوار المترابط بين الأم-بريالية الأمريكية والغربية والتوسعيات القديمة الفارسية منها، التي أطفأ مولده (صلى الله عليه وسلم) نيران مجوسيتها، والعثمانية، وخذلان النظام العربي الرسمي، باستبداده وفساده.
ولذلك على شعبنا في السُّودان، في هذه المرحلة الفاصلة من تّاريخه الوطني، أن يستلهم في كل نشاطاته وحركته، من حياة الرّسول الكريم قيم البطولة والفروسية برفع رايات الحق والعدل والسلام والفضيلة، وتمثّل ما كان يحض عليه من الوقوف مع الفقراء والمساكين والنساء والشيوخ والتعبير والدفاع عنهم وعن مصالحهم وتطلعاتهم، وما تواتر من أحاديثه وأفعاله الحاسمة التي ترفض التّحيزات الطبقية والقبلية المُنْتِة المُضرّة بوحدة الشّعب والمجتمع، والمقعدة بنهضته وتقدُّمه، بتناقضها مع جوهره ومكارم الأخلاق. في وقت تسابق أُمم الأرض الزمن لتحقيق إنجازات علمية وحضارية لصالح شعوبها ودولها وتأمين مستقبل أجيالها القادمة ورفاهية مجتمعاتها، بالنزوع الوحدوي والتكتلات، وعلى الأمة العربية في كل أقطارها، وقواها الحية، أن تستلهم من ذكرى مولد الرّسول العظيم، عزيمة المقاومة والصبر والمطاولة في الصمود في وجه موجات الغزو والعدوان وأعداء مصيرها الواحد ووحدتها ونهوضها القومي في الداخل والخارج، لأن طريقها نحو الحرية والانبعاث والخلود وسلام البشرية شاق وطويل، ترسم ملامحه الجرائم والأحداث التي يقاسيها العرب والمسلمين في فلس-طين المحتلة، في غ-زّة والضّ-فة الغربي-ة والقُ-دس وغيرها، وتعبر عنه بأصدق صُورة، كما وصفها القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق، التي تتكامل مع ما يتعرض له العراق والسودان ولبنان، واليمن وليبيا وسوريا والأحواز، وما يجري في البحر الأحمر ومداخله، وبدونها ستكون حياتها باهتة لا صلة لها بتاريخها وحضاراتها ومنجزاتها التي قدمتها قبل قرون عديدة، لأمم وشعوب الأرض قاطبة.
تأتي ذكرى مولده (صلى الله عليه وسلم) هذا العام، والتّكنولوجيا الرقميّة تنقل للعالم عبر الفضاءات المفتوحة المظالم الرّهيبة التي يقاسيها العرب المسلمين في فلس-طين وفي الأحواز وفي الكثير من أقطارهم، مما حدا بالآلاف من أحرار العالم أن يتحدّوا حكوماتهم وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية ويخرجوا بالآلاف لأول مرة في التاريخ، لمناصرة قضية وقيمهم، هي جذر وجوهر الحضارة الإنسانية وإن كابروا قليلا أو كثيرا.
[ad_2]
Source by حزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل


