[ad_1]

#الموالاة_المصلحية
في دهاليز السياسة يبرز نمط من الموالاة لا يقوم على المبادئ بل على المصالح.
إنه نمط كالماء لا طعم له ولا لون يتشكل حسب الإناء الذي يوضع فيه، هذا النمط هو سمة من سمات الموالين للحزب الحاكم، الذين يبذلون جهداً كبيراً للانضمام إلى صفوفه، ليس اقتناعاً بفكره بل سعياً وراء المنافع والمكاسب.
يعتبر هؤلاء الموالون أنفسهم جزءاً من جسد الحزب الحاكم، يتلونون بألوانه ويرفعون شعاراته ويشيدون بقراراته طالما كان في سدة الحكم، فولاؤهم ليس نابعاً من إيمان حقيقي بل هو استثمار في مشروع يوفر لهم النفوذ والمكانة.
ولكن، ما أن يتبدل الحال وتتبدد المصالح حتى ينقلبوا إلى أشد الناس فجوراً على الحزب الذي احتضنهم، فيتحولون إلى منتقدين لاذعين، يتنصلون من تاريخهم ويظهرون عداءً لم يكن ظاهراً من قبل.
هذا السلوك يكشف عن هشاشة ولائهم ويفضح دوافعهم الحقيقية التي لا تتعدى حدود المصلحة الشخصية.
وعندما يسقط الحزب عن السلطة، تبرز ظاهرة أكثر إثارة للانتباه وهي أن أشد الناس عداوة للحزب هم من كانوا يستفيدون منه أكثر من غيرهم.
هؤلاء ليسوا أعضاءً ملتزمين بقضايا الحزب بل هم عضوية مصلحة انتهازية لا تعرف الوفاء، فهم كالطفيليات التي تعيش على جسد الكائن الأقوى وعندما يضعف أو يموت تبحث عن جسد آخر تستنزفه.
عداوتهم للحزب الحاكم الساقط ليست وليدة قناعات جديدة، بل هي محاولة يائسة لغسل أيديهم من ماضيهم وإثبات ولائهم للعهد الجديد، أملاً في تحقيق مصالح جديدة.
إن الموالاة المصلحية هي آفة تفتك بالأحزاب السياسية والمجتمعات على حد سواء.
إنها تحول الولاء من قيمة أخلاقية إلى سلعة تباع وتشترى، وتجعل من الانتماء إلى الأحزاب مجرد وسيلة لتحقيق غايات شخصية.
إن الحزب الذي لا يقوم على عضوية ملتزمة بالمبادئ، بل على عضوية تبحث عن المنافع، هو حزب محكوم عليه بالفناء.
أما الموالون الذين يغيرون جلودهم مع كل تغيير في السلطة، فهم يمثلون نموذجاً للميكافيلية السياسية التي لا تعرف الأخلاق ولا القيم، بل تتخذ من المناصب والمكاسب إلهاً تعبده.
المستشار/ محمد السر مساعد
[ad_2]
Source


