الجريدة هذا الصباح..
الاتحاد الأوروبي: تُعرّض الأزمة السودانية للخطر مناطق يشترك فيها كلٌّ من الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في مصالح استراتيجية رئيسية، مثل مكافحة الإرهاب، والهجرة غير النظامية، والاتجار بالبشر، وحماية الاستقرار الإقليمي، بالإضافة إلى الأمن البحري في البحر الأحمر.
ولكن، ما الهدف والقصد من البيان في هذا التوقيت؟!
أطياف
صباح محمد الحسن
أمر تحرّك!!
طيف أول:
أيُّ شكٍّ هذا الذي أذاب الثقة
وأحكم هذا القفل اللئيم
حتى ظلّ باب الوطن قاتمًا،
تائهًا عن المفتاح!!
وكنا قد ذكرنا أن البيت الأبيض، عبر مسعد بولس، فتح خطوطًا للتواصل بينه وبين دول أوروبية في إطار تبنّي الحل للأزمة السودانية، وأن الاجتماع الوزاري الذي نظّمه الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بشأن السودان، على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كان أكثر من مجرد اجتماع للترحيب ببيان الرباعية؛ وقصد بولس أن يرصف به طريقًا لدعم الرباعية، ويقوّي به موقف أمريكا التي تبحث عن سند قوي في مشوارها بعيدًا عن دول الرباعية.
وبالأمس، أصدر الاتحاد الأوروبي بيانًا كشف فيه ملامح هذا الإتفاق الثنائي المشترك، حيث جسّد رغبته الملحّة في ضرورة الإسراع في إنزال الحل المطروح على أرض الواقع، واختصار الطريق بجمع طرفي الصراع في منبر حوار بصورة عاجلة.
فقد أدان الاتحاد أمس بشدة الصراع الدائر في السودان، والذي يواصل للعام الثالث على التوالي التسبب في خسارة آلاف الأرواح وتفاقم معاناة الشعب السوداني، ويشكّل تهديدًا خطيرًا للاستقرار والأمن في جميع أنحاء العالم.
وقال إنه، وبصفته رئيسًا مشاركًا لمؤتمري باريس ولندن للسودان والدول المجاورة، يؤكد التزامه بدعم شعب السودان والقيام بدور فعّال في معالجة الصراع بطريقة شاملة.
ولتعزيز المشاركة مع جميع أطراف الصراع، حدّدها في عدة نقاط، وهي:
المشاركة البنّاءة في المفاوضات نحو وقف فوري لإطلاق النار، وفي عملية وساطة سلام شاملة وذات مصداقية، تؤدي إلى وقف مستدام للأعمال العدائية ، وضمان وصول المساعدات الإنسانية السريعة وغير المعوّقة والمستدامة، وحماية المدنيين في جميع أنحاء السودان
التزامات موثوقة لتسهيل حكم مدني شامل وتمثيلي ومستقل حقًا، واستعادة وتعزيز سيادة القانون والمساءلة، واحترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وتحقيق العدالة في السودان.
وأكد الاتحاد أنه سيتعاون مع جميع أطراف النزاع، بما يتناسب مع تحقيق الأهداف المذكورة أعلاه، مع مراعاة عدم إضفاء الشرعية على أي هيكل حكم خارج إطار عملية انتقال سياسي شاملة بقيادة مدنية، وسيُعزّز هذا التعاون شريطة إحراز تقدم ملموس نحو تحقيق مطالبه الرئيسية. وسيظل الاتحاد الأوروبي مشاركًا نشطًا، بما في ذلك على أعلى المستويات، في الجهود الرامية إلى إيجاد حل مستدام للنزاع. وبذلك، سيعمل الاتحاد الأوروبي بصوت واحد، معزّزًا الصيغ الشاملة، ومُضمِّنًا التنسيق الكامل مع الجهات الفاعلة ذات التوجهات المماثلة.
وفيما سبق، يكشف الاتحاد الأوروبي أنه يطلّ على نافذة الحل بقوة، ليفرض وجوده، ليس برؤية جديدة، ولكنه كالذي يحمل محركًا جديدًا لعربة الرباعية، حتى تختصر الطريق الملتوي، ولا تسمح للمعرقلين بوضع الحجارة أمامها، ويدفعها لتسلك طريقًا مباشرًا يوصلها إلى الحل. وهنا يقدّم مبرراته ويقول:
“تُعرّض الأزمة السودانية للخطر مناطق يشترك فيها كلٌّ من الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في مصالح استراتيجية رئيسية، مثل مكافحة الإرهاب، والهجرة غير النظامية، والاتجار بالبشر، وحماية الاستقرار الإقليمي، بالإضافة إلى الأمن البحري في البحر الأحمر. يشعر الاتحاد الأوروبي بقلق بالغ إزاء مخاطر امتداد الصراع، لا سيما في منطقة القرن الأفريقي والساحل، وتأثيراته على تدفقات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.”
ومطالبة الاتحاد الأوروبي باختصار الحل على طرفي الصراع فقط، لخّصها في :” إن المسؤولية الأساسية لإنهاء الصراع تقع على عاتق قيادة كلٍّ من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وكذلك الجهات التي تقدّم لهما الدعم المباشر وغير المباشر. ويحثّ الاتحاد الأوروبي جميع أطراف الصراع على المشاركة البنّاءة في مفاوضات شاملة لوقف إطلاق النار.”
ويواصل الاتحاد الأوروبي العمل بشكل وثيق مع شركائه في جهود الوساطة الإقليمية والدولية المنسّقة، ولا سيما تلك التي يقودها الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد). ويرحب الاتحاد الأوروبي بجهود المجموعة الرباعية في بيانها الأخير بشأن استعادة السلام والأمن في السودان.
كما تُعزّز جهود الاتحاد الأوروبي للحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع جميع الأطراف، ودعم إيجاد حل مستدام للصراع من خلال مشاركة الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة القرن الأفريقي
وهنا لا بد من السؤال: هل إطلالة الاتحاد الأوروبي هي أمر تحرك للرباعية ام انها تطرح خيارًا على أمريكا بضرورة إحياء منبر جنيف!!
طيف أخير:
#لا_للحرب
في 21 أكتوبر، ومن شارع الستين، أرعبت الثورة السودانية بمواكبها الجنرال المعتدي على الحرية والسلام والعدالة، ودفعته إلى حماقة الانقلاب بعد اربعة أيام.
ومن يومها، يعيش الوطن والمواطن أزمة قتل وتشريد ونزوح.
عاشت ثورة الأحرار السلمية، وعاش الديسمبريون وعاش أكتوبر الأخضر
#شبكة_رصد_السودان
Source