عمنا فيصل حمد النيل أوقفته صدفة عند محطة سراج، وما إن تعرف على حتى رحّب بي بابتسامة طيبة وعفوية سودانية خالصة. طلبت منه أن يقلّني إلى شرق الخرطوم، فانطلقنا في مشوارٍ امتزجت فيه الحكايات برائحة المدينة.
كان الرجل شهماً، بسيطاً، ودوداً، فدار بيننا حديث قصير عن الحركة في الشوارع، وأحوال الناس، ونبض الحياة بعد الحرب. عبرنا معاً جسر الفتيحاب، الجسر الذي شهد أعنف معارك التحرير والبطولة، وسُقِي بدماء شهداء معركة الكرامة. ثم واصلنا السير نحو موقف جاكسون، مروراً بـ كلية الطب – جامعة الخرطوم وشارع الحوادث، قبل أن نعبر شارع القيادة العامة في طريقنا إلى شارع عبيد ختم ومسجد السيدة سنهوري، وكان مفاجئاً لي أن مستشفى دريم يعمل بصورة طبيعية، وضجيج شارع الستين، وكأن الخرطوم تحاول أن تستعيد أنفاسها بهدوء وإصرار.
سوف أعود إلى تلك الجولة بالتفاصيل قريباً، أما الآن فإليكم ملخص الحوار الذي دار بيني وبين عمنا فيصل داخل السيارة.
عزمي عبد الرازق