تصريحات الرئيس البرهان..
عثمان ميرغني
ليس من الحكمة أن تتصارع بعض المواقع والمنصات المحسوبة على الحكومة، في محاولات إثبات أن رئيس مجلس السيادة البرهان ضد مبادرة الآلية الرباعية؛ فتلتقط أقوالاً من سرادق عزاء محاط بمشاعر وعواطف، وحضور له خصوصية في المشهد الاجتماعي.
معلوم أن هذه الملمات الاجتماعية تكتنفها كثير من المجاملات، وحتمية استخدام العبارات حمالة الأوجه، التي قد تطيب الخاطر أو تمتص الغبن والحزن. ولكن عندما يحملها الإعلام الحكومي في سياق رسمي ضد الحقيقة والواقع المعلوم، فإن ذلك يهز نظرة المواطن للدولة، ويهدر قيمة خطابها العام، ويجعله مجرد “بروباغندا” هوائية لا يُعول عليها.
الرئيس البرهان زار القاهرة والتقى بشقيقه الرئيس السيسي. قبل أن تقلع طائرة البرهان عائداً إلى الوطن، صدر بيان رئاسة الجمهورية المصرية –كالمعتاد في كل اللقاءات مع الشخصيات الرسمية من مختلف الدول– بكلمات واضحة لا لبس فيها، عبر عن موافقة الرئيسين على المبادرة الرباعية، وتطلعهما للخطوة المقبلة بعد اجتماع الرباعية في واشنطن المتوقع خلال شهر أكتوبر الحالي.
بعد عودة البرهان إلى بورتسودان، دعا لاجتماع مجلس الدفاع والأمن، وهو أعلى هيئة سيادية تنظر في القضايا المرتبطة بالأمن القومي السوداني. وطرح البرهان التفاصيل بمنتهى الشفافية والوضوح، وحصل على ضوء أخضر صريح من المجلس للمضي قدماً في مبادرة الرباعية.
لم يعد القرار فردياً بتقدير البرهان وحده، بل مؤسسياً معبراً عن الدولة السودانية بشقيها السيادي والتنفيذي.
ما الذي يجعل الإعلام الحكومي يجتهد في إثبات نقيض ذلك؟ بكل ما يسببه هذا الأمر من ضرر بالغ في ثقة المواطن بما يصدر من تصريحات رسمية، طالما تحتمل الأمر ونقيضه في الوقت ذاته.
الوضع الآن مختلف تماماً؛ لم يعد الأمر مجرد موافقة على مبادئ عامة، أو القبول بمبادرة، بل الدخول الحقيقي في إجراءات حقيقية مبنية على الترتيبات الدولية التي وافق عليها البرهان في اجتماعه بمستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس عند لقائه في سويسرا.
ثم تأكدت أكثر بعد اجتماع القمة السوداني-المصري، والبيان الذي صدر من بعد اجتماع مجلس الوزراء السعودي.
من الحكمة أن نتعامل بمنظور دولة ذات مؤسسات يجدر أن يكون لها مسؤولية ومصداقية عند شعبها.
#حديث_المدينة
الاثنين 20 أكتوبر 2025
Source